بورصة أثينا: افتتاح على ارتفاع بنسبة 0.33%

موقع أيام نيوز

بورصة أثينا: افتتاح على ارتفاع بنسبة 0.33% وسط تفاؤل اقتصادي وأوروبي

افتتحت بورصة أثينا تعاملات اليوم على ارتفاع بنسبة 0.33%، في إشارة إلى تحسن نسبي في معنويات المستثمرين مدفوعًا بمؤشرات إيجابية على الصعيدين المحلي والأوروبي. هذا التحرك التصاعدي جاء في وقت يشهد فيه الاقتصاد اليوناني بعض الاستقرار، إضافة إلى التفاعل الإيجابي مع أداء الأسواق المالية الأوروبية.

نظرة عامة على بورصة أثينا

تأسست بورصة أثينا عام 1876، وتُدار حاليًا من قبل مجموعة "هيلاس إكستشينج" (Hellenic Exchanges – HELEX). وتعد البورصة اليونانية المركز المالي الأول لتداول الأوراق المالية في البلاد، وتضم في هيكلها شركات من مختلف القطاعات الاقتصادية، أبرزها المصارف والطاقة والاتصالات.

وتتبع السوق عدة مؤشرات رئيسية أبرزها مؤشر ASE العام، بالإضافة إلى مؤشر FTSE/Athex Large Cap، الذي يضم كبريات الشركات المدرجة.

أهم المؤشرات والإحصائيات (13 مايو 2025)

شهد مؤشر ASE العام ارتفاعًا ليصل إلى مستوى 1,472.60 نقطة، مرتفعًا بنسبة 0.33%. كما صعد مؤشر FTSE/Athex Large Cap بنسبة 0.41% ليبلغ 3,560 نقطة. وقد بلغ حجم التداول اليومي نحو 71 مليون يورو، في حين حافظ عدد الشركات المدرجة على استقراره عند نحو 170 شركة.

القطاعات الرابحة والخاسرة

سجّلت القطاعات المصرفية والطاقة مكاسب ملحوظة خلال الجلسة، مدعومة بتحسن التوقعات الاقتصادية وتنامي الطلب على أسهم البنوك الكبرى مثل Alpha Bank وPiraeus Bank. أما قطاع الطاقة فقد استفاد من الارتفاع الأخير في أسعار النفط العالمية، الأمر الذي عزز من قيمة أسهم شركات هذا القطاع.

في المقابل، تراجعت أسهم بعض شركات الخدمات اللوجستية والصناعات الخفيفة، في ظل ضعف نسبي في الطلب المحلي وتراجع ثقة المستهلك في بعض المجالات.

هل تعكس الارتفاعات الحالية تحسنًا حقيقيًا في الاقتصاد اليوناني؟

رغم الإشارات الإيجابية التي تبعث بها حركة السوق، فإن التساؤل يبقى قائمًا حول مدى استدامة هذه المكاسب. فبينما تشير بعض المؤشرات إلى تحسن اقتصادي ملموس، لا يزال الاقتصاد اليوناني يعاني من تحديات هيكلية، مثل الدين العام المرتفع وضعف النمو في بعض القطاعات الإنتاجية.

مع ذلك، فإن انخفاض معدل التضخم إلى 3.1% على أساس سنوي في أبريل، بالإضافة إلى التحسن الأخير في التصنيف الائتماني من وكالة فيتش، يمنح المستثمرين شعورًا نسبيًا بالثقة.

قراءة فنية لمؤشر ASE: إلى أين تتجه بورصة أثينا؟

من الناحية الفنية، يشير المسار العام لمؤشر ASE إلى وجود منطقة دعم قوية حول مستوى 1,430 نقطة، في حين يواجه مقاومة عند حاجز 1,500 نقطة. وتشير تحليلات السوق إلى أن اختراق هذا الحاجز قد يمهد الطريق لموجة صعودية جديدة، بشرط استمرار الاستقرار المالي والنقدي.

وتُظهر بيانات التداول الأخيرة زيادة في النشاط المؤسسي، مما يعكس اهتمامًا متجددًا من قبل صناديق الاستثمار الأجنبية.

دور البنوك الكبرى في دفع السوق: Alpha Bank وPiraeus في الصدارة

أسهم البنوك لا تزال المحرك الأبرز لأداء السوق، لا سيما مع استقرار القطاع المصرفي اليوناني بعد سنوات من التقلبات. وقد ساهمت السياسات الإصلاحية والمراجعات التنظيمية في تعزيز ميزانيات هذه المؤسسات، ما أدى إلى جذب مزيد من المستثمرين.

وقد ارتفعت أسهم Alpha Bank بنسبة تجاوزت 1.2% خلال الجلسة، بينما سجل بنك Piraeus ارتفاعًا بنسبة 1.5%، في ظل تقييمات إيجابية من مؤسسات مالية دولية.

أسعار الطاقة والاتجاهات العالمية: كيف تدعم أسهم الطاقة في اليونان؟

شهد قطاع الطاقة في بورصة أثينا دفعة قوية بفضل ارتفاع أسعار النفط العالمية وتوقعات بزيادة الطلب في الربع الثاني من العام. وتعكس المكاسب التي حققتها شركات الطاقة في السوق المحلية تفاعلًا إيجابيًا مع هذه التغيرات، لا سيما في ظل توجه أوروبا نحو تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الاستيراد من الخارج.

أوروبا تصنع الفارق: علاقة الترابط بين أثينا وباقي الأسواق الأوروبية

الأسواق الأوروبية شهدت هي الأخرى ارتفاعات معتدلة، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على أداء بورصة أثينا، بحكم الارتباط الوثيق بين البورصات في المنطقة. وتُعد شهية المخاطرة لدى المستثمرين الأوروبيين مؤشرًا مهمًا لأداء الأسواق الطرفية مثل اليونان، التي تستفيد من استقرار السياسات النقدية الأوروبية.

اليورو وعوائده: العملة الأوروبية كمحرك غير مباشر للأسهم اليونانية

استقرار اليورو أمام الدولار عند مستوى 1.085 ساهم في تهدئة التقلبات في الأسواق المالية اليونانية. كما أن تراجع عوائد السندات الأوروبية منح المستثمرين حافزًا أكبر للتحول إلى أسواق الأسهم، ما انعكس على تدفقات رؤوس الأموال نحو البورصة اليونانية.

ما التالي؟ توقعات المحللين لمسار بورصة أثينا في الربع الثاني من 2025

بحسب محللين اقتصاديين، من المتوقع أن تواصل بورصة أثينا تحسنها التدريجي خلال الربع الثاني من العام الجاري، مدعومة بتحسن المؤشرات الاقتصادية وانخفاض معدل التضخم. ويشير بعض التقارير إلى إمكانية وصول مؤشر ASE إلى مستوى 1,550 نقطة إذا استمر الزخم الإيجابي وارتفعت وتيرة الاستثمار الأجنبي.

غير أن التحديات تبقى قائمة، خاصة فيما يتعلق بالوضع المالي الداخلي، والضغوط الناتجة عن سياسات التشديد النقدي المحتملة من قبل البنك المركزي الأوروبي.

خاتمة

تفتح المكاسب التي حققتها بورصة أثينا الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار النسبي، وسط مؤشرات على تعافي الاقتصاد المحلي وتحسن المناخ الاستثماري. وبينما تواصل البنوك والطاقة قيادة السوق، تبقى التحديات الهيكلية والارتباطات الخارجية عوامل لا يمكن تجاهلها في تحديد مسار السوق خلال الأشهر المقبلة.

ويبقى السؤال الأهم: هل تنجح أثينا في الحفاظ على هذه الوتيرة التصاعدية أم أن المتغيرات الإقليمية والعالمية ستفرض مسارًا أكثر حذرًا؟

تم نسخ الرابط