رئيس الإمارات يستقبل الداعمين والشركاء في مبادرة "صندوق البدايات"

موقع أيام نيوز

رئيس الإمارات يستقبل الداعمين والشركاء في مبادرة "صندوق البدايات"
في خطوةٍ جديدة تضاف إلى سجل المبادرات الإنسانية التي تقودها دولة الإمارات العربية المتحدة، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في 29 أبريل 2025، عدداً من الداعمين والشركاء في مبادرة "صندوق البدايات" في قصر البحر بأبوظبي. تأتي هذه المبادرة التي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني لتؤكد التزام الإمارات الدائم بتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الرعاية الصحية في الدول النامية، لا سيما في القارة الإفريقية التي تعاني من تحديات كبيرة في هذا المجال.

أهداف المبادرة
تهدف مبادرة "صندوق البدايات" إلى تحسين صحة الأمهات والمواليد الجدد في الدول الإفريقية، في وقت تشهد فيه القارة معدلات مرتفعة للوفيات بين الأمهات والمواليد. وتأتي هذه المبادرة نتيجةً للجهود التي تبذلها الإمارات لتقليل هذه المعدلات من خلال توفير الرعاية الصحية اللازمة، مما يسهم في تحسين جودة الحياة ورفاهية المجتمعات في تلك المناطق.

تتمثل إحدى أهم أهداف المبادرة في توفير الخدمات الصحية المتكاملة للأمهات الحوامل وأطفالهن في البلدان الإفريقية، بحيث تشمل هذه الخدمات الفحوصات الطبية اللازمة، وعمليات الولادة الآمنة، والرعاية الطبية اللاحقة للأم والطفل. إضافةً إلى ذلك، تسعى المبادرة إلى تطوير البنية التحتية للرعاية الصحية وتعزيز تدريب الكوادر الطبية في تلك الدول لضمان استدامة هذه الجهود.

التمويل والدعم
من أبرز ما يميز "صندوق البدايات" هو الدعم المالي الكبير الذي تقدمه مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني، حيث أعلنت المؤسسة عن تقديم مبلغ 125 مليون دولار أمريكي لتمويل المبادرة وتوسيع نطاقها. يعد هذا المبلغ دعماً حيوياً من شأنه أن يعزز قدرة الصندوق على تنفيذ مشروعاته الصحية في العديد من الدول الإفريقية التي تعاني من نقص حاد في الموارد الصحية.

وعلى الرغم من أن الصندوق سيعمل على تحسين الوضع الصحي للأمهات والمواليد في إفريقيا، إلا أن المؤسسة لا تقتصر جهودها على تقديم الدعم المالي فحسب، بل تسعى أيضاً إلى إقامة شراكات استراتيجية مع العديد من الجهات الدولية والمحلية. تهدف هذه الشراكات إلى ضمان تنفيذ المبادرة بشكل فعال وتوسيع نطاقها لتشمل أكبر عدد ممكن من الفئات المستفيدة.

الشراكات الدولية وتوسيع نطاق المبادرة
تسعى الإمارات من خلال "صندوق البدايات" إلى تعزيز الشراكات الدولية في مجال الرعاية الصحية، مما يعكس التزامها الراسخ بتحقيق التنمية المستدامة على المستوى العالمي. يشمل ذلك التعاون مع المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، بالإضافة إلى التعاون مع القطاع الخاص لتوفير الموارد اللازمة لتحقيق أهداف المبادرة.

لا يقتصر عمل الإمارات على تقديم الدعم المالي فقط، بل تمتد جهودها إلى تعزيز الشراكات مع مؤسسات دولية معروفة في مجال الصحة والتنمية. هذه الشراكات تسهم في رفع مستوى التعاون بين الأطراف المختلفة وتوفير أطر عمل متكاملة لدعم البلدان الإفريقية في تعزيز نظم الرعاية الصحية، مما يساعد في تقديم خدمات صحية ذات جودة عالية.

أهمية المبادرة في سياق الجهود الإنسانية للإمارات
تأتي "صندوق البدايات" ضمن سلسلة من المبادرات الإنسانية التي تقودها دولة الإمارات، وهو ما يعكس رؤيتها الاستراتيجية في تعزيز دورها العالمي في مجالات الصحة والتعليم والتنمية. وتعد هذه المبادرة جزءاً من جهود الإمارات المستمرة لدعم المجتمعات في إفريقيا، خاصة في ظل التحديات الصحية والاقتصادية التي تواجهها هذه الدول.

إضافةً إلى "صندوق البدايات"، كانت الإمارات قد أعلنت في وقت سابق عن إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار أمريكي لتمويل الحلول المناخية على مستوى العالم، مما يعكس التزام الدولة الكبير بمواجهة التحديات العالمية والعمل على تحسين حياة الأفراد في مختلف أنحاء العالم.

تجسد هذه المبادرات رؤية الإمارات في دعم التنمية المستدامة والتعاون الدولي في مختلف المجالات، مما يساهم في تحسين حياة الشعوب وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. الإمارات تعتبر أن استثمارها في الصحة والتعليم والتنمية هو استثمار في المستقبل، وهو ما ينعكس إيجاباً على المجتمعات المتضررة في أنحاء مختلفة من العالم.

الخاتمة
مبادرة "صندوق البدايات" تعد مثالاً حيّاً على الدور الريادي الذي تلعبه دولة الإمارات في تعزيز الصحة العالمية وتحقيق التنمية المستدامة. عبر هذه المبادرة، تواصل الإمارات دعمها الفاعل للدول النامية، خاصة في القارة الإفريقية، من خلال تحسين أوضاع الصحة العامة وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة لتوفير رعاية صحية عالية الجودة.

إن دعم "صندوق البدايات" بالتمويل الكبير والشراكات الاستراتيجية يعكس رؤية القيادة الإماراتية نحو عالمٍ أفضل وأكثر عدلاً، حيث تسعى الإمارات لأن تكون جزءاً من الحلول التي تواجه المجتمعات في كافة أنحاء العالم. ومن خلال المبادرة، تعزز الإمارات مكانتها كمثال يحتذى به في العمل الإنساني والتعاون الدولي، وتؤكد مجدداً على أن دعمها لا يتوقف عند حدود دولة معينة، بل يشمل كل مكان يحتاج إلى يد العون والمساعدة

تم نسخ الرابط