دراسة الناس أكثر ميلاً للتعاطف مع المجموعات من الأفراد

في دراسة حديثة نُشرت في Frontiers in Psychology، وجد الباحثون أن الأفراد يُظهرون ميلاً أكبر للتعاطف مع المجموعات مقارنة بالتعاطف مع فرد واحد، رغم أن مستوى الصعوبة والانزعاج المرتبط بالتعاطف كان متشابهًا في الحالتين. وقد عزى الباحثون هذا الاختلاف إلى أن رؤية مجموعة من الأشخاص تقدّم سياقًا أوسع وأكثر معلوماتية يسهل عملية اتخاذ قرار التعاطف، مما يزيد من احتمالية اختيار الفرد للتعاطف مع مجموعة بدلًا من فرد واحد .
خلفية الدراسة
التعاطف وتكلفته
ينطلق إطار الدراسة من أن التعاطف، رغم فوائده الاجتماعية والنفسية، قد يُدارك به الأفراد باعتباره مجهدًا عاطفيًا ومعرفيًا، فيميلون إلى تجنّبه عندما يُتوقع أن يكون مكلفًا .
أثر السياق الجماعي
تكمن الفرضية الرئيسية في أن السياق الجماعي يوفر معلومات إضافية تساعد الدماغ على معالجة معطيات أكثر، فترتفع قابلية الأفراد للشعور بمشاعر المجموعة مقارنةً بمشاعر شخص واحد .
منهجية البحث
تصميم التجربة
استخدم الباحثون عينات من المتطوعين طُلب منهم اختيار ما إذا كانوا يفضلون التعاطف مع قصة تتناول معاناة شخص واحد أم جماعة مكوّنة من عدة أفراد. وتمّ قياس مستوى الجهد النفسي والانزعاج المتوقع أثناء التعاطف في كل حالة .
قياس النتائج
صنّف المشاركون صعوبة التعاطف والشعور بالانزعاج على مقياس رقمي، ثمَّ قارن الباحثون بين خيار التعاطف مع الفرد وخيار التعاطف مع المجموعة، مع ضبط العوامل الخارجية .
النتائج الرئيسة
1. تفضيل المجموعات: أظهرت النتائج أن غالبية المشاركين اختاروا التعاطف مع المجموعة بنسبة تفوق 60% مقابل 40% للتعاطف مع فرد واحد .
2. التكلفة المتساوية: بالرغم من تفضيل المجموعات، قيّم المشاركون التكلفة النفسية للتعاطف (الجهد والانزعاج) على أنها متقاربة في الحالتين .
3. دور المعلومات السياقية: أوضحت تحليلات إضافية أن توفير معلومات أكبر عن الخلفيات المتعددة لأفراد المجموعة يدعم قرار التعاطف ويقلل الشعور بالغموض .
مناقشة واستنتاجات
تشير هذه الدراسة إلى أن البشر يقدّرون قيمة السياق والأرضية المشتركة عند ممارسة التعاطف؛ فالمجموعات تقدم إمكانيات أوسع لفهم الموقف مقارنةً بالفرد الواحد . تتسق هذه النتائج مع مفاهيم الفجوة التعاطفية (Empathy Gap) التي تصف الاختلاف في استجابات التعاطف بين الأفراد والمجموعات . كما أنها تفتح آفاقًا جديدة لتطبيقات عملية في مجالات البث الإعلامي وحملات التوعية الإنسانية، حيث قد يُفضّل عرض قصص جماعية لتحقيق تأثير تعاطفي أقوى مع الجمهور .
في الختام، تُلمّ الدراسة بأن تيسير معلومات إضافية وتقديم سياق جماعي متكامل قد يعزز من قدرات الأفراد على التعاطف، مما يستدعي إعادة النظر في طرق عرض القضايا الإنسانية والاجتماعية لتحقيق استجابة أعمق وأشمل.