معرض الأبد هو الآن يستعد لمشاركة الفنان الإيطالي ميكيلانجيلو بيستوليتو

في مشهد يجمع بين عظمة الماضي وحداثة التعبير الفني، يستعد معرض "الأبد هو الآن" بنسخته الجديدة لاستقبال أحد رموز الفن الأوروبي المعاصر، الفنان الإيطالي الشهير ميكيلانجيلو بيستوليتو، وذلك في فعالية استثنائية تُقام بين أحضان الأهرامات المصرية، حيث يلتقي الفن بالخلود في أروع تجلياته.
معرض يتجاوز الزمن والمكان
"الأبد هو الآن" ليس معرضًا تقليديًا يُقام في قاعة مغلقة أو متحف عصري، بل هو تجربة فنية فريدة تُقام في موقع أثري يُعد من أقدم وأعظم مواقع العالم، هضبة الجيزة، حيث تقف الأهرامات الثلاثة شامخة منذ آلاف السنين، لتشهد الآن ولادة أفكار جديدة وتعبيرات فنية معاصرة.
تنظم هذا الحدث مؤسسة Art D'Égypte التي تسعى منذ انطلاقتها إلى إعادة ربط الفن المصري والعالمي بالمواقع التاريخية، من خلال معارض تجمع بين الأصالة والابتكار، وتهدف إلى دعم الحوار بين الحضارات والثقافات عبر الفن.
ميكيلانجيلو بيستوليتو: صوت إيطاليا الفني المعاصر
يُعرف بيستوليتو بأعماله التي تستخدم مواد بسيطة وغير تقليدية، وتدعو للتأمل والتفكير في علاقة الإنسان بالزمن والمكان، وهي موضوعات تتناغم بشكل واضح مع روح معرض "الأبد هو الآن".
من أبرز أعماله "المرآة" التي استخدم فيها المرايا كوسيط فني يسمح للمتفرج بأن يرى نفسه داخل العمل، ليصبح جزءًا منه. هذا التفاعل بين المشاهد والقطعة الفنية يُعدّ عنصرًا جوهريًا في فلسفته الفنية، ويُتوقع أن يحضره معه إلى قلب الصحراء المصرية بأسلوب جديد يتناسب مع السياق التاريخي للموقع.
الفن المعاصر وسط الرموز الخالدة
تكمن جمالية "الأبد هو الآن" في قدرته على كسر الحواجز الزمنية، حيث يلتقي الفن الحديث الذي يتناول قضايا الإنسان المعاصر مع أحد أقدم رموز الحضارة الإنسانية، وهي الأهرامات. هذا التناقض الظاهري بين الحداثة والقدم يخلق حوارًا بصريًا وروحيًا عميقًا، ويعيد طرح الأسئلة حول الخلود، والزمن، ودور الفن في فهم وجودنا.
إن دعوة فنان مثل بيستوليتو إلى هذا السياق تعني تقديم قراءة جديدة للأهرامات لا بوصفها أطلالًا للماضي، بل كرموز حيّة تستمر في الإلهام والإبداع. ويُتوقع أن يُقدم الفنان عملاً فنيًا يعكس فلسفته في "الثلاثية"، وهي فكرة تعتمد على توازن بين الفن والدين والسياسة كركائز لبناء عالم متوازن.
دور المعرض في تعزيز الحوار الثقافي
منذ انطلاقته، لعب معرض "الأبد هو الآن" دورًا محوريًا في تقريب المسافات بين الثقافات، وفتح آفاق جديدة أمام الجمهور المحلي والعالمي للتفاعل مع الفن المعاصر في بيئة تاريخية. وقد شارك في النسخ السابقة فنانين مرموقين من مختلف أنحاء العالم، مما جعله منصة بارزة للتبادل الثقافي والإبداعي.
مشاركة بيستوليتو ستضيف بعدًا أوروبيًا جديدًا للمشهد، وستسهم في تسليط الضوء على التقاطعات بين الحضارة المصرية القديمة والحضارة الغربية المعاصرة، خاصةً في ظل الاهتمام المتزايد في أوروبا بالفنون البيئية والمفاهيمية، التي تُشكل محورًا أساسيًا في أعمال الفنان الإيطالي.
الفن كأداة للحوار والربط
يُعَدّ المعرض مثالاً حيًا على كيف يمكن للفن أن يكون أداة تربط بين الشعوب والتجارب المختلفة. فهو لا يهدف فقط إلى عرض أعمال فنية مبهرة، بل إلى خلق مساحة للتأمل المشترك، وإثارة التساؤلات حول معنى الخلود، والهوية، والدور الذي يلعبه الإنسان في تشكيل حضارته.
خاتمة
مع اقتراب موعد انطلاق النسخة الجديدة من معرض "الأبد هو الآن"، ومع إعلان مشاركة ميكيلانجيلو بيستوليتو، يزداد الترقب لرؤية كيف سيترجم الفنان رؤيته إلى عمل ينبض بالفكر والتفاعل وسط أقدم آثار البشرية. ففي هذا اللقاء بين الفن والتاريخ، لا يُعرض الفن فقط... بل يُعاد تعريف الزمن، وتُستعاد علاقة الإنسان بالمكان، في مشهد لا يتكرر إلا عندما يلتقي الأبد... بالآن.