الهلال الأحمر يكرّم المدارس والفئات المجتمعية في جائزة عون

في إطار جهوده المتواصلة لتعزيز ثقافة العمل التطوعي وترسيخ مفاهيم المسؤولية الاجتماعية بين فئات المجتمع المختلفة، نظّم الهلال الأحمر مؤخرًا حفل تكريم خاص للمؤسسات التعليمية والفئات المجتمعية الفائزة بجائزة "عون للخدمة المجتمعية" في دورتها الأخيرة، حيث تم تسليط الضوء على نماذج متميزة في مجالات العطاء الإنساني والمبادرات التطوعية المؤثرة.
شهد الحفل حضور عدد من كبار المسؤولين في الهلال الأحمر، وممثلين عن وزارات التعليم والتنمية الاجتماعية، إضافة إلى شخصيات مجتمعية بارزة، وممثلي المدارس المشاركة، وفرق تطوعية من مختلف الأعمار. وقد عكس الحدث روح التعاون والتكافل المجتمعي التي يسعى الهلال الأحمر إلى ترسيخها ضمن برامجه ومبادراته المختلفة.
جائزة "عون": تشجيع على المبادرة والمسؤولية
تعد جائزة "عون للخدمة المجتمعية" إحدى المبادرات الاستراتيجية التي أطلقها الهلال الأحمر بهدف تعزيز الحس الإنساني والعمل الخيري بين صفوف الطلاب والمجتمع. وقد بدأت الجائزة في سنوات سابقة، وتطورت لتصبح منصة وطنية تُحتفى فيها بالمبادرات المبتكرة، التي تعكس القيم النبيلة للتطوع والخدمة العامة.
وتهدف الجائزة إلى غرس مبادئ العطاء والمواطنة الصالحة لدى النشء، من خلال تشجيعهم على التفكير في قضايا مجتمعاتهم المحلية والعمل على معالجتها بمبادرات واقعية، سواء من خلال توعية صحية، دعم نفسي واجتماعي، أو حتى حملات بيئية وتنموية.
الفئات المكرّمة: تميز وإبداع
خلال الحفل، تم تكريم عدد من المدارس التي شاركت بفعالية في الجائزة، وقدّمت مشاريع نوعية ذات أثر ملموس. تنوعت هذه المشاريع ما بين حملات توعوية في الصحة والسلامة، مبادرات بيئية لحماية الموارد الطبيعية، وأفكار مبتكرة لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن.
كما شمل التكريم فرقًا طلابية أظهرت قدرًا كبيرًا من الالتزام والابتكار، حيث عملت على تنفيذ أنشطة ميدانية شملت زيارات لمراكز الرعاية، وتنظيم ورش تدريبية، وجمع التبرعات لصالح الفئات المحتاجة. ولم يقتصر التكريم على المدارس فقط، بل امتد ليشمل مؤسسات مجتمعية وأفرادًا ساهموا في دعم فرق العمل الطلابية، سواء من خلال التدريب أو الإشراف أو الدعم اللوجستي.
إشادة بالدور التربوي للمدارس
خلال كلمته في الحفل، أشاد ممثل الهلال الأحمر بالدور الحيوي الذي تقوم به المدارس في توجيه الطلاب نحو العمل التطوعي وغرس القيم المجتمعية في نفوسهم. وأكد أن التعاون بين المؤسسات التعليمية والهلال الأحمر يُعد نموذجًا مثاليًا للشراكة المجتمعية الناجحة، التي تسهم في إعداد جيل واعٍ بدوره الإنساني والوطني.
وأضاف أن ما أظهرته المشاريع المقدمة من إبداع وحرص على خدمة المجتمع يعكس مستوى النضج والمسؤولية لدى المشاركين، ويبرهن على أن الاستثمار في الشباب هو رهان رابح نحو مستقبل أفضل.
شهادات ودروع تقديرية
تم خلال الفعالية توزيع شهادات تقديرية ودروع تذكارية على الفرق الفائزة والمشرفين على المبادرات، في أجواء احتفالية عكست الفخر والامتنان لجهودهم. كما تم عرض بعض المشاريع الفائزة عبر عروض مرئية تفاعلية، أظهرت أثر المبادرات على المستفيدين، وأكدت أهمية الاستمرار في دعم هذا النوع من الأنشطة المجتمعية.
مستقبل الجائزة
من جانبه، أعلن الهلال الأحمر عن نيّته توسيع نطاق الجائزة في الدورات القادمة لتشمل شرائح جديدة، مثل طلبة الجامعات والمتطوعين الأفراد، إلى جانب تعزيز الجانب التكنولوجي في التقديم والتحكيم، بما يتناسب مع تطلعات الجيل الجديد.
وأكد المنظمون أن الجائزة لن تتوقف عند حدود التكريم، بل ستُتبع ببرامج متابعة وتدريب للفرق الفائزة، بهدف تطوير مهاراتهم وتمكينهم من تنفيذ مشاريع أكبر وأكثر تأثيرًا في المستقبل.
خلاصة
يُعد تكريم الهلال الأحمر للمدارس والفئات المجتمعية الفائزة بجائزة "عون" تجسيدًا حيًا لروح التعاون والتكافل التي تُميز المجتمعات الحية. ومن خلال هذه المبادرة، تتعزز مكانة العمل التطوعي كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية، وتُمنح الأجيال القادمة فرصة حقيقية لصنع فرق في حياة الآخرين.