احتفال رعاية الموهوبين بمرور 25 عامًا على الإنجازات وإقامة يوم الموهوب الإماراتي

الاحتفال بمرور 25 عامًا على تأسيس برنامج "رعاية الموهوبين" وإطلاق "يوم الموهوب الإماراتي": استثمار في العقول وريادة للمستقبل
تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة هذا العام بالذكرى الـ25 لتأسيس برنامج "رعاية الموهوبين"، وهو من أبرز المبادرات التربوية والتعليمية التي تعكس حرص الدولة على اكتشاف المواهب الشابة، ورعايتها، وتوفير البيئة المناسبة لها للنماء والتطور. ويأتي هذا الاحتفال في ظل رؤية استراتيجية طويلة الأمد تسعى إلى تمكين الإنسان الإماراتي ليكون محركًا حقيقيًا لعجلة التنمية المستدامة، ويُعد جزءًا أساسيًا من مسيرة التعليم في الدولة التي تهدف إلى بناء جيل قادر على المنافسة عالميًا، والإبداع في مختلف المجالات.
25 عامًا من الرعاية والإنجاز
منذ أن تم إطلاق برنامج "رعاية الموهوبين" قبل ربع قرن، عملت المؤسسات التعليمية في الدولة على وضع نظام شامل لتحديد الطلبة ذوي القدرات الاستثنائية، سواء في المجالات العلمية أو الأدبية أو الفنية أو الرياضية، ومن ثم تقديم برامج تعليمية متقدمة، وأنشطة تطويرية متنوعة تسهم في صقل مهاراتهم، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم.
خلال هذه الفترة، حقق البرنامج إنجازات بارزة ساهمت بشكل كبير في تعزيز مكانة الدولة على الخارطة التعليمية والتنموية العالمية، منها:
- اكتشاف أكثر من 50 ألف طالب موهوب من مختلف إمارات الدولة.
- دعم الطلاب المتميزين في المشاركات الدولية ، مما أدى إلى فوزهم بجوائز متميزة في الأولمبيادات العلمية والرياضية، وفي مسابقات الفنون والابتكار.
- تطوير مناهج دراسية خاصة بالطلبة الموهوبين تراعي خصوصيتهم وتحقق لهم تحديات تعليمية ملائمة.
- بناء شراكات استراتيجية مع مؤسسات عالمية مثل الجامعات البحثية ومراكز الابتكار، لفتح آفاق جديدة أمام الموهوبين للتعلم والتدريب والبحث.
- إطلاق مبادرات نوعية مثل معسكرات التميز، الفصول الذكية للموهوبين، والمنح الدراسية المبكرة.
"يوم الموهوب الإماراتي": تقدير للعطاء واستشراف للمستقبل
في إطار الاحتفال بهذه الذكرى التاريخية، أعلن عن إطلاق "يوم الموهوب الإماراتي" كحدث سنوي يهدف إلى تسليط الضوء على أصحاب الإنجازات الاستثنائية، وتشجيع باقي الطلبة على السعي نحو التميز، كما يُعد هذا اليوم منصة لتكريم الجهود وتقديرها، ولربط الموهبة باحتياجات المجتمع والدولة المستقبلية.
ويحمل "يوم الموهوب الإماراتي" مجموعة من الأهداف الجوهرية التي تنسجم مع رؤية الإمارات 2071، من أبرزها:
- تكريم النماذج المضيئة من الموهوبين الذين حققوا نجاحات محلية ودولية في مختلف المجالات.
- نشر ثقافة التقدير المجتمعي للموهبة والابتكار ، وغرس القيم الإيجابية التي تشجع على التفكير خارج الصندوق.
- ربط التعليم بالتكنولوجيا والابتكار من خلال معارض ومشاريع تقدمها الموهوبون وتعرض على الجهات الحكومية والخاصة.
- فتح قنوات تواصل مباشرة بين الموهوبين والمؤسسات البحثية والصناعية لتوفير فرص تدريب وتوظيف مستقبلي تتناسب مع قدراتهم.
رؤية مستقبلية: الاستثمار في الإنسان هو الخيار الأمثل
تأتي هذه الاحتفالية في مرحلة حاسمة من مسيرة الدولة، حيث تتجه الأنظار نحو الاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار، وتصبح الحاجة ماسة إلى الكفاءات الوطنية القادرة على قيادة التحولات الكبرى في مختلف القطاعات. ولذلك، فإن رعاية الموهوبين ليست مجرد دعم تعليمي، بل هي استثمار استراتيجي في مستقبل الوطن.
وفي كلمته خلال الحفل الرسمي لإحياء الذكرى، أكد معالي وزير التربية والتعليم أن "الموهبة لا تولد فقط، بل تُكتشف وتُبنى وتُوجه، وهي أمانة في أعناقنا جميعًا، من أولياء أمور ومعلمين ومسؤولين". وأضاف أن "النجاح الحقيقي لا يكمن فقط في امتلاك الموهبة، بل في توفير البيئة التي تمكنها من التطور والتأثير".
ختامًا
إن الاحتفال بمرور 25 عامًا على تأسيس برنامج "رعاية الموهوبين" وإطلاق "يوم الموهوب الإماراتي" يمثلان شاهدًا جديدًا على التزام دولة الإمارات بتربية جيل متميز، قادر على تحقيق الإنجازات والتحول إلى رواد في مختلف المجالات. وبفضل السياسات التربوية الرشيدة والقيادة الحكيمة، أصبحت الإمارات نموذجًا يحتذى به في الاستثمار في الإنسان، وتقدير قيمة الموهبة والإبداع.
ففي كل طفل إماراتي موهبة، وفي كل موهبة قصة نجاح قادمة بإذن الله، ستضيف إلى مجد الإمارات وريادتها في العالم الحديث.