ماكرون يستقبل الشرع غداً في أول زيارة للرئيس السوري إلى أوروبا

موقع أيام نيوز

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يستعد لاستقبال الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع غدًا، في زيارة هي الأولى له إلى دولة أوروبية.
في خطوة دبلوماسية هامة، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستقبل غدًا الأربعاء في باريس الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، في أول زيارة رسمية له إلى دولة أوروبية. تأتي هذه الزيارة في وقت حساس بالنسبة للأوضاع السياسية في سوريا والمنطقة ككل، مع محاولات فرنسا والمجتمع الدولي إعادة فتح قنوات الحوار مع الحكومة السورية بعد سنوات من العزلة.

خلفية اللقاء
تعتبر هذه الزيارة جزءًا من محاولات فرنسا إعادة الانفتاح على سوريا في إطار مساعي دعم تطلعات الشعب السوري نحو بناء دولة حرة ومستقرة ذات سيادة، تحترم التنوع الثقافي والاجتماعي في البلاد. على الرغم من أن الوضع في سوريا ما زال يشهد العديد من التحديات السياسية والإنسانية، إلا أن الحكومة الفرنسية أبدت استعدادها للانخراط في الحوار مع دمشق بشرط أن تُظهر الحكومة السورية انفتاحًا على المجتمع المدني وتلتزم بتوفير الأمن، وهو ما يعد شرطًا أساسيًا لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.

أهداف اللقاء
من المتوقع أن يتناول اللقاء بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع عدة قضايا هامة تتعلق بالاستقرار الإقليمي، وأبرزها تعزيز الأمن في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما في لبنان، الذي يعاني من أزمة سياسية واقتصادية خطېرة. في هذا الإطار، يُتوقع أن يناقش الجانبان سبل مكافحة الإرهاب في المنطقة وتعزيز التعاون الأمني.

بالإضافة إلى ذلك، ستكون قضايا حقوق الإنسان والعودة الطوعية للاجئين السوريين من الموضوعات البارزة التي ستُناقش خلال الاجتماع. وتعتبر فرنسا من الدول التي طالبت مرارًا بضرورة توفير بيئة آمنة لللاجئين السوريين لكي يعودوا إلى ديارهم، وهو ما يبدو أنه سيكون أحد المحاور الرئيسية للحديث.

السياق السياسي
تأتي هذه الزيارة بعد أشهر من التواصل بين الحكومة الفرنسية والحكومة السورية، حيث أبدى الرئيس الفرنسي استعدادًا لاستقبال أحمد الشرع بشرط أن تُظهر الحكومة السورية استعدادًا حقيقيًا للمشاركة في عملية سياسية شاملة تشمل كافة الأطياف السورية. الرئيس الفرنسي شدد على ضرورة ضمان حقوق الإنسان في سوريا وضمان الحريات الأساسية للمواطنين، مما يشير إلى أن الزيارة لن تقتصر على القضايا السياسية والعسكرية، بل ستشمل أيضًا جوانب حقوقية وإنسانية.

الزيارة تحمل رمزية قوية في سياق السعي الدولي لتحقيق حل سلمي للأزمة السورية. وعلى الرغم من أن بعض دول الاتحاد الأوروبي كانت تتبع سياسة الحذر تجاه الحكومة السورية، إلا أن فرنسا في السنوات الأخيرة بدأت بإظهار انفتاح نسبي تجاه دمشق، مما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين سوريا والدول الغربية بشكل عام.

التوقعات المستقبلية
يُنظر إلى هذه الزيارة على أنها خطوة نحو إعادة بناء العلاقات بين سوريا والدول الغربية، وهي قد تفتح الباب أمام مزيد من التعاون السياسي والاقتصادي في المستقبل. لكن لا تزال هناك العديد من التحديات التي يجب أن تتغلب عليها الحكومة السورية قبل أن تنعم بعلاقات دبلوماسية كاملة مع الدول الغربية، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالتحولات السياسية في سوريا، وضمان حقوق الإنسان، فضلاً عن استمرار الصراع في بعض المناطق السورية.

إن هذه الزيارة قد تساهم في التمهيد لمرحلة جديدة من العلاقات الدولية لسوريا، حيث من الممكن أن تشهد تحركات دبلوماسية جديدة تعيد فتح الأفق أمام حلول سياسية للملف السوري. من المرجح أن تكون هذه الخطوة بداية لمزيد من التواصل بين الحكومات الأوروبية ودمشق، ولكنها ستظل بحاجة إلى العديد من التحركات السياسية لضمان استقرار البلاد وتحقيق السلام الدائم.

الخاتمة
تعتبر زيارة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى فرنسا خطوة مهمة في ظل الظروف السياسية الحالية في سوريا والمنطقة. هذه الزيارة تمثل فرصة للجانبين لتعزيز التعاون وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ومع ذلك، يبقى التساؤل حول تأثير هذه الزيارة على مستقبل العلاقات السورية-الغربية والسبل التي ستتبعها فرنسا وغيرها من الدول لإيجاد حلول شاملة للأزمة السورية التي طال أمدها.

تم نسخ الرابط