مفكرون أثريون: كيف تغيرت المقاربات الفكرية بعد العوامل المؤثرة؟

مفكرون أثريون بعد العاصفة حين تركوا الغيوم الفكرية... وبدؤوا بالحفر!
زار القرن العشرين... وعاد بحفريات فكرية من الطراز الطريف!
في عالم ما بعد العاصفة الكبرى تلك الفترة الملبدة بالغيوم الفكرية و التحولات المچنونة التي قلبت الطاولات و المفاهيم لم يكن الركام الوحيد هو ما نراه في المدن والشوارع بل كان هناك ركام آخر ركام في الوعي.
نظريات اهتزت يقينيات تكسرت و مفكرون خرجوا من تحت الركام مثل علماء آثار أفكار لا يبحثون عن تماثيل قديمة بل عن أدوات لفهم المستقبل بشكل أقل توترا وأكثر سخرية!
في هذا المقال نأخذك في جولة مرحة مع قليل من الفلسفة! حول كيف تغيرت المقاربات الفكرية بعد تلك المرحلة الغائمة و كيف تصرف المفكرون الأثريون وكأنهم في برنامج إعادة ترميم ولكن للمفاهيم!
أولا سقوط النظارات الوردية
قبل العاصفة كان الفكر الغربي يلبس نظارة وردية و يظن أن التقدم العلمي هو طريق سريع نحو السعادة الأبدية.
ثم ظهرت سحابة كبيرة لن نقول من أين جاءت جعلت الجميع يتساءل هل هذا التقدم صديقنا فعلا
تيودور أدورنو و رفيقه هوركهايمر من مدرسة فرانكفورت قررا أن يشغلا كشافا في هذا الضباب ليقولا العقل لا يكفي نحتاج قلبا أيضا!
ثانيا التشكيك صار موضة فكرية
بعد تلك المرحلة لم يعد أحد يثق بأي شيء بسهولة.
المفكرون الجدد مثل فوكو و دريدا بدؤوا بتفكيك كل شيء اللغة السلطة حتى الجملة التي تقرأها الآن!
فكرة الحقيقة المطلقة أصبحت قديمة الطراز و استبدلت بمصطلحات مثل الخطاب والسياق و انت شو قصدك بهالكلام.
ثالثا من تغيير العالم... إلى تحليل إعلان معجون الأسنان!
كان المفكر في السابق يحلم بقلب الأنظمة بطريقة فكرية طبعا. بعد العاصفة صار يحلل الإعلانات يدرس كيف تبنى السلطة في المدرسة أو كيف يؤثر صوت المذيع على وعي المستمع.
هكذا ظهر مفهوم الميكرو سلطة و الهيمنة الناعمة و صار الفلاسفة يشبهون خبراء الماكياج... يشرحون لك كيف يظهر شيء طبيعي بينما هو مصمم بعناية.
رابعا صعود الهمس الفكري بدل الصړاخ
المفكرون الجدد لم يصرخوا في وجه العالم بل بدؤوا بالهمس.
بدأنا نسمع أصواتا لم تكن مسموعة النساء الشعوب غير المركزية الأفراد الذين لم يجدوا مكانا في كتب التاريخ.
إدوارد سعيد قال لحظة شوي كيف عم تحكوا عن الشرق
و جوديث بتلر قالت هو الجندر وراثي و لا مكتسب و لا شي
الفكر صار مساحة حوار... مش مسابقة صړاخ.
خامسا العلم مفيد بس مش دايما على صواب!
تخيل أن العلم كان نجم الموسم. الجميع يحبه يثق به يصفق له.
ثم جاءت المفاجأة العلماء أيضا بشړ! يخطئون يتأثرون بل أحيانا يستخدمون لتبرير ما لا يبرر.
مفكرون مثل توماس كون و برونو لاتور دعونا ننظر إلى العلم ك حكاية بشړية فيها قفزات ترددات و أحيانا مطبات!
سادسا عودة إلى القديم... لكن برؤية جديدة
مع ضياع البوصلة لجأ بعض المفكرين إلى الفلسفات القديمة.
لكن لا تتخيلهم جالسين يقرأون أفلاطون على ضوء الشموع!
بل عادوا بفكر نقدي يبحثون عن المعنى في العبث.
كامو مثلا قال العالم بلا معنى تمام. بس خلينا نعيش وكأن له معنى!
ألا يبدو هذا مثل صديقك الذي قرر يتعامل مع الزحمة بابتسامة بدل الزعيق
سابعا المفكر كمدرب حياة فكرية
في السابق كان الفيلسوف شخصا غريب الأطوار لا يفهم إلا في المراجع.
بعد العاصفة صار يكتب في الصحف يظهر في البرامج يحاضر في الجامعات المفتوحة.
سارتر كتب مسرحيات تشومسكي تحدث عن الإعلام وحنه آرندت سألت أسئلة بسيطة جدا بطريقة تخلي الواحد يعيد التفكير في كل شيء.
خاتمة الفكر لا ېموت... بل يعاد تدويره!
إذا كان التاريخ مليئا بالعواصف فالفكر يشبه المظلة لا يمنع البلل تماما لكنه يخفف الصدمة!
والمفكرون الأثريون هم أول من يفتح تلك المظلة يفككها يفهمها ثم يعيد تركيبها بطريقة جديدة تصلح لموسم المطر المقبل.
في النهاية ما تغير بعد العاصفة لم يكن فقط في السياسة أو الاقتصاد بل في الطريقة التي ننظر بها إلى أنفسنا والعالم.
فإن شعرت يوما أنك تائه وسط مفاهيم كثيرة لا تقلق هناك دائما فيلسوف طريف يجلس في مقهى ما يكتب عنك قبل أن تفكر بنفسك!