روبوتات تلعب كرة القدم في معرض للذكاء الاصطناعي بجنيف

روبوتات تلعب كرة القدم في معرض الذكاء الاصطناعي بجنيف: استعراض للمستقبل
شهدت مدينة جنيف السويسرية حدثًا فريدًا من نوعه خلال قمة عالمية للذكاء الاصطناعي نُظّمت في مايو 2024، حيث أبهرت الحاضرين مباراة كرة قدم غير تقليدية، خاضها فريقان من الروبوتات على ملعب صغير مخصص داخل المعرض.
لم تكن المباراة مجرد ترفيه، بل كانت تجربة حية لعرض قدرات الذكاء الاصطناعي في مجال التنقل، الرؤية الحاسوبية، واتخاذ القرار في الوقت الحقيقي.
التقنية وراء العرض
تم تطوير هذه الروبوتات بواسطة طلاب من جامعة ETH في زيورخ، وهي إحدى أبرز الجامعات الأوروبية في مجال التكنولوجيا. استعان الطلاب بتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مثل:
- خوارزميات تتبع الكرة باستخدام كاميرات دقيقة ومستشعرات بصرية.
- برمجة سلوك تعاوني يسمح للروبوتات بتمرير الكرة وتحليل مواقف اللاعبين الآخرين.
- تحكم ديناميكي بالحركة لضبط توازن الروبوتات أثناء الركل أو المراوغة.
رغم بساطة المظهر، إلا أن ما حدث كان اختبارًا معقدًا لتقنيات قد تُستخدم لاحقًا في تطبيقات أكثر تقدمًا مثل الروبوتات الصناعية، السيارات ذاتية القيادة، أو حتى الطائرات بدون طيار.
أهداف المعرض ودلالته
نُظّمت الفعالية ضمن أعمال الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة، وجاءت لتسلط الضوء على التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تسهم في تحسين حياة البشر.
لم تقتصر المعروضات على كرة القدم فقط، بل شملت:
- أطرافًا صناعية ذكية تتفاعل مع إشارات الأعصاب.
- أجهزة مخصصة للمكفوفين لتجنب العقبات باستخدام الذكاء الاصطناعي.
- روبوتات ترافق كبار السن وتساعدهم في المهام اليومية.
لماذا الروبوتات تلعب كرة القدم؟
قد يتساءل البعض: ما الفائدة من جعل الروبوتات تلعب كرة القدم؟ الجواب بسيط وعميق في آنٍ معًا.
كرة القدم توفر بيئة مليئة بالتحديات الواقعية: مواقف متغيرة بسرعة، اتخاذ قرارات في جزء من الثانية، تعاون جماعي، وردود فعل فيزيائية دقيقة.
وكلها مهارات مطلوبة في أي نظام ذكي يُراد له التفاعل مع العالم الحقيقي.
بحسب المشرف على المشروع، الدكتور يان نيكو زايتش، فإن هذه المنصة تمنح الطلاب الفرصة لاختبار خوارزمياتهم في سيناريو واقعي، ما يعزز من قدرتهم على تطوير تقنيات فعالة يمكن استخدامها خارج المعمل.
نظرة نحو المستقبل
أكد توماس لامانوسكاس، نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، أن هذه الابتكارات تمثل بداية لمسار طويل سيؤدي إلى دمج الذكاء الاصطناعي في مجالات حيوية مثل:
- التنبؤ بالكوارث الطبيعية.
- تحسين أنظمة الزراعة المستدامة.
- تقديم رعاية صحية ذكية وأكثر دقة.
خاتمة
إن عرض الروبوتات وهي تلعب كرة القدم في معرض جنيف لم يكن مجرد تجربة طريفة، بل مثالًا حيًا على الإمكانيات الهائلة للذكاء الاصطناعي.
إنها رسالة واضحة بأن المستقبل ليس بعيدًا، وأن الروبوتات قد تصبح جزءًا طبيعيًا من حياتنا اليومية، ليس فقط في العمل، بل حتى في الترفيه والرياضة.