السعودية تتصدر عالميًا في تمكين المرأة في الذكاء الاصطناعي

موقع أيام نيوز

في السنوات الأخيرة، أصبحت المملكة العربية السعودية رائدة في تمكين المرأة في العديد من المجالات، وخاصة في القطاعات التقنية المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي. هذا التوجه يعكس اهتمام المملكة بتعزيز دور المرأة في الاقتصاد الوطني ويأتي في إطار رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد السعودي وتحقيق التنمية المستدامة. في هذا المقال، سنعرض كيف استطاعت السعودية أن تتصدر عالميًا في تمكين المرأة في الذكاء الاصطناعي، والتطورات التي ساعدت في تحقيق هذه الريادة.

1. رؤية السعودية 2030 وتمكين المرأة

تسعى رؤية المملكة 2030 إلى تعزيز دور المرأة السعودية في كافة المجالات، ومنها القطاع التقني الذي شهد تحولات كبيرة في السنوات الأخيرة. وفي هذا السياق، جاء دور الذكاء الاصطناعي كأحد المجالات التي تم تمكين المرأة فيها بشكل خاص. فقد عملت الحكومة السعودية على توفير بيئة ملائمة لتعليم وتدريب النساء في هذا المجال، مما ساهم في تحسين مشاركتهن في هذا القطاع الحيوي.

2. الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)

من أبرز الجهات الحكومية التي ساهمت في تمكين المرأة في الذكاء الاصطناعي هي الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا). أسست الهيئة برامج تعليمية متقدمة تركز على تعزيز مهارات النساء في الذكاء الاصطناعي، مثل برنامج "إليفيت" الذي يستهدف تدريب النساء على تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل تعلم الآلة وحوسبة السحابة.

وقد أعلنت سدايا عن شراكتها مع شركة جوجل كلاود في 2021 لإطلاق برنامج "إليفيت" الذي يهدف إلى تدريب أكثر من 25,000 امرأة في مختلف مجالات الذكاء الاصطناعي على مدار خمس سنوات. هذا البرنامج مصمم ليشمل النساء من جميع الخلفيات التعليمية ويعزز فرصهن في سوق العمل العالمي.

3. المبادرات التدريبية المختلفة

منذ تأسيس "سدايا"، أطلقت الهيئة العديد من المبادرات التي تركز على تمكين المرأة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، من أبرزها برنامج "SDAIA 5T". هذا البرنامج يهدف إلى تدريب المشاركين على مجالات مثل تحليل البيانات، الذكاء الاصطناعي، التعلم الآلي، والحوسبة السحابية. وفي عام 2023، كانت النساء تشكل حوالي 60% من المشاركين في هذه البرامج، مما يعكس التطور الكبير في تمكين المرأة في مجال التقنية.

تعتبر هذه المبادرات مثالاً عمليًا على كيفية توفير السعودية للفرص التعليمية والتدريبية التي تتيح للنساء من جميع الفئات العمرية والمهنية تعلم تقنيات حديثة، مما يساهم في تحفيزهن على الانخراط في سوق العمل التقني.

4. الإنجازات الدولية والجوائز

على الصعيد الدولي، حصلت المملكة على العديد من الجوائز التي تعكس جهودها في تمكين المرأة في القطاع التقني. في 2023، فازت السعودية بجائزة تمكين المرأة في القطاع التقني في ملتقى الحكومة الرقمية الذي نظمته دول مجلس التعاون الخليجي. هذا التقدير يعكس النجاح الكبير للمملكة في تحقيق هدفها في تعزيز دور المرأة في المجالات التقنية، حيث ارتفعت نسبة النساء العاملات في هذا القطاع من 7% في عام 2018 إلى 35% في 2023.

5. التأثير الإقليمي والدولي

السعودية لا تقتصر جهودها على تمكين المرأة في الداخل فقط، بل تسهم بشكل كبير في تعزيز تمثيل النساء في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى المنطقة والعالم. فعلى المستوى الإقليمي، تعتبر المملكة من الدول القليلة التي اتخذت خطوات جادة وملموسة لدعم تعليم المرأة في مجال الذكاء الاصطناعي، ويشهد ذلك ازدياد اهتمام الدول العربية المجاورة بتطوير برامج تدريبية مماثلة لتوفير فرص للنساء في نفس المجال.

إضافة إلى ذلك، تسعى المملكة إلى أن تكون نموذجًا عالميًا في مجال تمكين المرأة في التقنية من خلال استراتيجياتها الطموحة، مما يساهم في تحقيق أهداف الأمم المتحدة الخاصة بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في جميع أنحاء العالم.

6. التحديات والفرص المستقبلية

على الرغم من التقدم الكبير الذي حققته السعودية في تمكين المرأة في الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك بعض التحديات التي يجب التغلب عليها. من أبرز هذه التحديات هو تعزيز تكافؤ الفرص للنساء في القطاع الخاص، وضمان الحصول على فرص عمل مهنية متقدمة في هذا المجال. أيضًا، يجب على المملكة أن تستمر في تقديم برامج تعليمية متخصصة تواكب التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي.

لكن هذه التحديات تفتح في نفس الوقت فرصًا كبيرة. فمع استمرار المملكة في الاستثمار في التعليم والتدريب في هذا المجال، هناك إمكانيات واسعة للنساء السعوديات في المستقبل، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص. كما أن هناك فرصة لزيادة التوسع في الشراكات مع شركات عالمية لتعزيز الخبرات التقنية والتوسع في الابتكار في المملكة.

7. خاتمة

تمكين المرأة في مجال الذكاء الاصطناعي يعد أحد أبرز إنجازات المملكة العربية السعودية في إطار رؤية 2030. من خلال المبادرات المختلفة التي تقودها الهيئات الحكومية والشراكات مع الشركات العالمية، استطاعت المملكة أن تضع نفسها في مقدمة الدول التي تدعم المرأة في المجالات التقنية. مع استمرار هذا الاتجاه، من المتوقع أن تحقق المرأة السعودية المزيد من النجاحات في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يساهم في تطور المملكة اقتصاديًا واجتماعيًا، ويعزز مكانتها كقوة مؤثرة في مجال الابتكار والتكنولوجيا على مستوى العالم.

تم نسخ الرابط