فيلم "Furiosa" يتصدر شباك التذاكر العالمي

موقع أيام نيوز

يعد فيلم "Furiosa: A Mad Max Saga" من أبرز إصدارات عام 2024، حيث يُمثل عودة قوية لعالم "Mad Max" الذي أبدعه المخرج الأسترالي جورج ميلر. يأتي الفيلم ليحكي قصة نشأة شخصية "فيوريوسا"، المحاربة القوية التي أسرت قلوب المشاهدين في "Mad Max: Fury Road" عام 2015. تقوم النجمة أنيا تايلور-جوي بدور البطولة، حيث تجسد شخصية "فيوريوسا" في مرحلة شبابها، بينما يشاركها النجم كريس هيمسوورث في دور الشرير "ديمنتوس".

القصة: نشأة بطولية في عالم ما بعد الکاړثة

يركز فيلم "Furiosa" على مرحلة مبكرة من حياة "فيوريوسا"، حيث تبدأ رحلتها بالاختطاف من "الجرين بلايس" (Green Place of Many Mothers) وتنتقل إلى عالم صحراوي تحكمه العصاپات. يسلط الفيلم الضوء على معاناتها النفسية وتحوّلها إلى محاربة لا تقهر، مع تقديم خلفية عميقة للعالم الفوضوي الذي تعيش فيه، والكشف عن القوى التي تسيطر على هذا الواقع المدمّر.

أداء الفيلم في شباك التذاكر: نتائج مخيبة للتوقعات

رغم الضجة الإعلامية والآمال الكبيرة، لم يحقق فيلم "Furiosa" الأداء المتوقع في شباك التذاكر. في عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية، جمع الفيلم 26.3 مليون دولار في الولايات المتحدة، بينما كانت التوقعات تشير إلى تحقيق إيرادات تتراوح بين 40 و50 مليون دولار. وفي نهاية عرضه، وصل إجمالي الإيرادات العالمية إلى 174 مليون دولار، منها 67.5 مليون دولار من السوق الأمريكية، وهي أرقام أقل بكثير مقارنة بفيلم "Fury Road" الذي حقق 380 مليون دولار عالميًا.

الاستقبال النقدي: إشادة بالإخراج والأداء

من الناحية النقدية، نال "Furiosa" إشادة كبيرة، حيث وصفه النقاد بأنه "ملحمة بصرية مع عمق إنساني". أثنى الجميع على أداء أنيا تايلور-جوي التي قدمت شخصية "فيوريوسا" بكل قوة ونضج، كما تم الإشادة بأداء كريس هيمسوورث الذي قدّم دور "ديمنتوس" الشرير بطريقة مبتكرة. أما الإخراج، فقد تميز جورج ميلر كما عودنا في تقديم مشاهد حركة مٹيرة تجمع بين الواقعية والانفجار البصري، مما جعل الفيلم تجربة سينمائية لا تُنسى.

النجاح الرقمي: المنصات الرقمية تسهم في تعويض بعض الخسائر

عقب عرضه على المنصات الرقمية في يونيو 2024، شهد "Furiosa" إقبالًا كبيرًا على منصات البث مثل HBO Max وAmazon Prime Video، مما ساعد في تعويض جزء من الخسائر المالية التي تكبدها الفيلم في شباك التذاكر. هذا النجاح الرقمي فتح نقاشًا حول مستقبل توزيع الأفلام، وهل ينبغي إعطاء الأولوية للمنصات الرقمية على حساب السينما.

أسباب الأداء الضعيف في شباك التذاكر

عدة عوامل ساهمت في الأداء المخيب لفيلم "Furiosa" في شباك التذاكر، أبرزها:

توقيت الإصدار: عرض الفيلم في نفس الفترة مع أفلام عائلية وتجارية مثل "The Garfield Movie"، مما حدّ من فرص جذب جمهور أوسع.

الطبيعة السردية: كونه فيلم "أصل"، افتقد الفيلم إلى الإيقاع السريع والمشاهد المعهودة في أفلام "Mad Max"، مما أثّر على جاذبيته لجمهور الأكشن.

تغيّر عادات المشاهدة: أصبح الكثير من المشاهدين يفضلون انتظار الأفلام على المنصات الرقمية بدلاً من الذهاب إلى السينما.

موقع الفيلم في سلسلة "Mad Max"

يُعد "Furiosa" إضافة هامة لعالم "Mad Max"، رغم أنه يقع قبل "Fury Road" من الناحية الزمنية، حيث يقدّم لنا تفاصيل أعمق عن عالم السلسلة والشخصيات المختلفة. كما يفتح الفيلم المجال لتوسيع السلسلة في المستقبل، وقد كشف جورج ميلر عن خططه لتطوير مشاريع أخرى تدور في نفس الكون، بما في ذلك فيلم محتمل عن "Mad Max" بشخصية جديدة.

الجانب الفني: سينماتوغرافيا مدهشة وتصميم فني رائع

من الناحية التقنية، تفوّق "Furiosa" في تصويره السينمائي الممتاز، مع مشاهد مطاردات مٹيرة وتصميم إنتاج مبهر يعكس ۏحشية وجمال عالم ما بعد الکاړثة. استخدمت المؤثرات البصرية بشكل متقن لتحقيق تجربة بصرية غنية دون مبالغة، ما ساعد في خلق جو من الواقعية والانغماس في هذا العالم الفوضوي.

الخاتمة: بداية جديدة مع بعض التحديات

رغم عدم تحقيق "Furiosa" للنجاح التجاري المتوقع، فإنه يبقى عملًا طموحًا من الناحية الفنية والدرامية، ويشكل إضافة قوية لعالم "Mad Max". ومع تحقيقه نجاحًا كبيرًا على المنصات الرقمية، يُظهر الفيلم أن القصص العميقة والشخصيات القوية لا تزال تجد جمهورها في عالم متغير. بينما لم يحقق الفيلم كامل نجاحه التجاري، إلا أنه ترك بصمة سينمائية قد تؤثر في مستقبل السلسلة، وتفتح الطريق أمام مشاريع جديدة وأكثر تنوعًا.

تم نسخ الرابط