دلتا وجيت زيرو تتعاونان في طائرة ركاب عريضة البدن مستقبلية

موقع أيام نيوز

دلتا وجيت زيرو تتعاونان في طائرة ركاب عريضة البدن مستقبلية

تتسابق شركات الطيران في عصرنا الحالي إلى تبني أحدث الابتكارات التكنولوجية في سبيل تعزيز كفاءة الرحلات الجوية وتحسين تجربة المسافرين فضلا عن تقليل البصمة الكربونية والتأثيرات البيئية، وفي هذا السياق برزت مؤخرا مبادرة مميزة تجمع بين شركة دلتا Delta للطيران وشركة جيت زيرو Jet Zero بهدف تطوير طائرة ركاب عريضة البدن مستقبلية قد تحدث نقلة نوعية في عالم الطيران. في هذا المقال سنتعرف على أهم تفاصيل هذا التعاون وما يحمله من وعود وإمكانات لقطاع النقل الجوي.

 خلفية عن الشركتين

 دلتا للطيران

تعد دلتا للطيران واحدة من أبرز شركات الطيران العالمية وتتمتع بتاريخ عريق يعود إلى عقود طويلة، نجحت دلتا في توسيع شبكتها الدولية وتطوير أسطول حديث ومتنوع يلبي متطلبات السفر المختلفة سواء للرحلات القصيرة أو الطويلة، تركز الشركة على تقديم تجربة متميزة للمسافرين مستفيدة من تقنيات حديثة وأنظمة حجز إلكترونية متطورة فضلا عن خدمات فاخرة للمسافرين في الدرجات المختلفة.

 جيت زيرو

جيت زيرو هي شركة تقنية حديثة نسبيا تسعى إلى إدخال مفاهيم مبتكرة في قطاع الطيران خاصة في مجالات الكفاءة في استهلاك الوقود وتقليل الانبعاثات الكربونية واستخدام تقنيات المحركات الهجينة أو الكهربائية، اكتسبت الشركة سمعة جيدة في أوساط صناعة الطيران بسبب تركيزها على الحلول المستدامة وتعاونها مع جامعات ومراكز بحثية رائدة.

 ماهية التعاون بين دلتا وجيت زيرو

تهدف هذه الشراكة إلى تطوير طائرة ركاب عريضة البدن بقدرات مستقبلية، ويشمل هذا التعاون تبادل الخبرات التقنية وإجراء البحوث المشتركة واختبار نماذج أولية لتقنيات جديدة في مجالات الهياكل والمحركات وأنظمة التحكم، من المتوقع أن تحدث هذه الخطوة تحولا في كيفية بناء وتصميم الطائرات التجارية إذ تركز على

1. الكفاءة في استهلاك الوقود ستسعى الشركتان إلى تطوير محركات أو أنظمة دفع جديدة ربما هجينة أو كهربائية جزئيا تضمن خفض الانبعاثات وتوفير التكاليف التشغيلية.

2. تصميم جديد للهياكل يتضمن ذلك استخدام مواد خفيفة الوزن وأكثر صلابة مثل المواد المركبة Composites ما يحسن من الديناميكية الهوائية للطائرة ويقلل من استهلاك الوقود.

3. تحسين تجربة المسافر قد يشمل ذلك تعديل تصميم المقصورة الداخلية وتحسين أنظمة التهوية والإضاءة والترفيه ما ينعكس إيجابا على راحة الركاب خاصة في الرحلات الطويلة.

 لماذا التركيز على طائرة عريضة البدن

تمثل الطائرات عريضة البدن عادة خيارا مثاليا للرحلات الطويلة والمتوسطة إذ توفر مقصورات أوسع وراحة أكبر للركاب فضلا عن سعة شحن أكبر، ورغم أن الطائرات عريضة البدن معروفة باستهلاك أعلى للوقود مقارنة بالطائرات ضيقة البدن إلا أن التطورات التكنولوجية الحديثة يمكن أن تقلص الفجوة بشكل كبير، ويكمن التحدي في تحقيق المعادلة بين الكفاءة التشغيلية والسعة الكبيرة للركاب والشحن.

في هذا السياق يتوقع أن يركز المشروع المشترك بين دلتا وجيت زيرو على استخدام تصاميم متطورة للأجنحة والهيكل ما يضمن توزيعا أفضل للهواء ويقلل من قوة السحب أثناء التحليق، هذا الأسلوب يعزز الأداء العام للطائرة ويتيح نقل عدد أكبر من الركاب دون زيادة كبيرة في التكاليف التشغيلية.

 الابتكار البيئي والاستدامة

يشهد قطاع الطيران ضغوطا متزايدة للحد من التأثيرات البيئية سواء عبر القوانين الحكومية أو من خلال رغبة المسافرين أنفسهم في السفر على متن طائرات صديقة للبيئة، ومن هنا يأتي تعاون دلتا وجيت زيرو كاستجابة لهذه التوجهات العالمية إذ يركز على

1. تقليل الانبعاثات الكربونية عبر تطوير محركات هجينة أو كهربائية إلى جانب تحسين الديناميكية الهوائية.

2. استخدام الوقود المستدام قد يتم دمج الوقود الحيوي أو وقود الطيران المستدام SAF ضمن الخطة التشغيلية للطائرة ما يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري.

3. إعادة تدوير المواد عبر استخدام مكونات قابلة لإعادة التدوير في الهيكل أو المقصورة مع الحرص على تقليل النفايات الصناعية.

 الأبعاد الاقتصادية والتجارية

من المتوقع أن يفتح هذا التعاون الباب أمام فرص استثمارية جديدة لكلتا الشركتين، فبالنسبة إلى دلتا يعزز هذا المشروع مكانتها كرائدة في تبني الابتكارات التي تساعدها على توفير تكاليف التشغيل وجذب عملاء أكثر وعيا بالقضايا البيئية، أما جيت زيرو فيمكنها من اختبار تقنياتها على نطاق واسع في أسطول طيران عالمي مما يتيح لها تحسين منتجاتها وتسويقها لشركات أخرى في المستقبل.

كما ينتظر أن يساهم هذا التعاون في زيادة المنافسة في سوق الطائرات عريضة البدن خاصة مع وجود شركات تصنيع عملاقة مثل بوينغ وإيرباص، ومع نجاح المشروع قد نرى نماذج مشابهة تحفز شركات طيران أخرى على الانخراط في شراكات تقنية مماثلة لتطوير طائرات أكثر استدامة.

 التحديات المتوقعة

رغم ما يحمله المشروع من آمال ثمة تحديات تلوح في الأفق من أبرزها

1. التكاليف الباهظة للبحث والتطوير يتطلب بناء طائرة عريضة البدن مستقبلية استثمارات ضخمة ما قد يشكل عبئا ماليا على الشركتين خاصة إذا لم تحقق النتائج المرجوة ضمن الإطار الزمني المخطط.

2. التعقيدات التنظيمية قد تحتاج أي تقنية جديدة إلى موافقات من هيئات الطيران المدني والجهات الحكومية الأمر الذي يستغرق وقتا طويلا ويخضع المشروع لإجراءات صارمة.

3. القبول السوقي على الرغم من الاهتمام المتزايد بالطائرات الموفرة للطاقة يبقى تحقيق القبول الواسع بين شركات الطيران والمطارات والموردين رهينا بقدرة النموذج على إثبات كفاءته وموثوقيته.

 نظرة مستقبلية

إذا نجح هذا التعاون في تجاوز التحديات المطروحة فقد نشهد ولادة جيل جديد من الطائرات التجارية بعيدة المدى يجمع بين الكفاءة الاقتصادية والالتزام البيئي، من المتوقع أن ينعكس ذلك إيجابا على قطاع الطيران عموما حيث تزداد ثقة المسافرين في السفر الجوي ويتعزز دور الشركات التي تسعى إلى الاستدامة والابتكار.

وتجدر الإشارة إلى أن نجاح هذا المشروع قد يشجع المزيد من شركات الطيران والمصنعين على تبني نهج مماثل ما يؤدي إلى تطوير بيئة تنافسية تدفع الجميع نحو تقديم حلول تقنية أكثر تطورا، وهكذا قد نرى خلال العقد القادم تحولا جذريا في صناعة الطيران يواكب التحديات المناخية والاقتصادية المتصاعدة.

 الخلاصة

إن مشروع التعاون بين دلتا وجيت زيرو على تطوير طائرة ركاب عريضة البدن مستقبلية ليس مجرد خطوة عابرة في عالم الطيران بل يمثل توجها حقيقيا نحو تعزيز الكفاءة والاستدامة، ورغم ما قد يواجهه من عقبات تنظيمية ومالية فإن الرؤية المشتركة للشركتين تتمحور حول إعادة تعريف معايير السفر الجوي من حيث الأداء والراحة والالتزام البيئي، ومع تنامي الوعي العالمي بقضايا البيئة وتزايد الطلب على خدمات نقل جوي آمنة ومريحة تبقى الآمال معقودة على نجاح هذه الشراكة في إحداث نقلة نوعية تمهد الطريق لمستقبل مشرق في قطاع الطيران العالمي.

تم نسخ الرابط