الدراما السورية في رمضان 2025: تنوع غني وسرد عميق يعيدها للواجهة

على مدار السنوات الأخيرة، مرت الدراما السورية بتحولات جذرية نتيجة للتغيرات السياسية والاقتصادية، ما أثر على صناعة الإنتاج التلفزيوني وأدى إلى تراجع في عدد الأعمال مقارنة بالعقود الماضية. لكن مع حلول رمضان 2025، تعود هذه الدراما إلى الساحة بقوة، حاملة معها خليطًا متنوعًا من المسلسلات التي تتناول قضايا اجتماعية معقدة، إلى جانب إنتاجات تاريخية وفانتازية تأخذ المشاهد في رحلة عبر الزمن، وأعمال كوميدية تخفف من ثقل الواقع، بالإضافة إلى دراما الإثارة والچريمة التي تحبس الأنفاس.
١. الدراما الاجتماعية: مرآة الواقع السوري
"تحت سابع أرض" – عندما يصبح الضمير في مواجهة العائلة
يعد هذا المسلسل أحد أكثر الأعمال المنتظرة، حيث يغوص في قضايا الفساد والولاء العائلي من خلال شخصية ضابط تحقيق (تيم حسن) يكتشف تورط شقيقيه في شبكة تزوير عملات، مما يجعله في صراع داخلي مرير بين حسه الأخلاقي والتزامه العائلي. تلعب كاريس بشار دور امرأة غامضة تعمل في تجارة العملات، بينما تجسد منى واصف شخصية الأم المحتالة التي تخفي أسرارًا تقلب مجرى القصة. العمل من إخراج سامر البرقاوي، وسيعرض على MBC دراما ومنصة شاهد.
لماذا يهم؟ يناقش المسلسل ثنائية الأخلاق والمصالح العائلية، مسلطًا الضوء على امتداد الفساد إلى جذور المجتمع.
"البطل" – الوجه الآخر للبطولة في زمن النزوح
استنادًا إلى نص للمسرحي الراحل ممدوح عدوان، يتناول المسلسل النزوح القسري وتأثيره على هوية الأفراد، حيث يجسد بسام كوسا دور مدير مدرسة يحولها إلى مأوى للنازحين، في ظل صراع سياسي واجتماعي معقد. في المقابل، يقدم محمود نصر دور شاب يكافح للحفاظ على إنسانيته وسط أجواء مشحونة بالعڼف والتشرد. من إخراج الليث حجو، وسيعرض على MBC دراما.
أهمية المسلسل؟ يقدم طرحًا جديدًا لمفهوم البطولة، بعيدًا عن الصورة النمطية التي تكرسها الأعمال التقليدية.
"حبق" – رومانسية في وجه التحديات الاقتصادية
يروي المسلسل قصة حب تنشأ بين شاب وفتاة في إحدى الحارات العشوائية بدمشق، حيث يتصارع الحب مع قسۏة الظروف الاقتصادية. تلعب كاريس بشار دور "سلمى"، بينما يجسد مهيار خضور دور "طيف"، شاب يسعى لبناء مستقبل رغم العراقيل. من إخراج باسم السلكا، وبطولة سلوم حداد ونظلي الرواس.
رسالة العمل؟ يسلط الضوء على تأثير الأوضاع الاقتصادية على العلاقات العاطفية والتطلعات الشخصية.
٢. الأعمال التاريخية والفانتازيا: إعادة سرد الماضي برؤية معاصرة
"ليالي روكسي" – حلم السينما وسط أجواء الاحتلال
في سرد شيق يعيد إحياء تاريخ السينما السورية، يتناول المسلسل فترة الاحتلال الفرنسي عام 1927، حيث يحاول مجموعة من الفنانين إنتاج أول فيلم روائي في سوريا، متحدين القوانين المقيدة والنظرة السائدة للمجتمع تجاه الفن. يجسد أيمن زيدان دور مخرج متمرد، بينما تؤدي سلاف فواخرجي دور ممثلة تواجه تحديات اجتماعية بسبب شغفها بالتمثيل. بمشاركة دريد لحام ومنى واصف، ومن إخراج محمد عبد العزيز.
لماذا يستحق المشاهدة؟ المسلسل يمزج بين البعد الفني والبعد التاريخي في سرد درامي مؤثر.
"السبع" – الغجر وسحر المجهول
يأخذ المشاهد في رحلة داخل عالم الغجر، حيث تتصاعد الصراعات حول السلطة والمال، في حبكة تشويقية تعتمد على الغموض. يقوم باسم ياخور بدور شخصية محورية تعود إلى القرية بعد سنوات من الغياب لتواجه إرثًا عائليًا غامضًا. من إخراج فادي سليم، ويعرض على التلفزيون السعودي ومنصة شاهد.
أكثر ما يميز العمل؟ تداخل الأسطورة بالواقع، وتقديم صورة غير نمطية عن مجتمع الغجر.
٣. الكوميديا والدراما الخفيفة: الضحك كأداة لمواجهة الألم
"نسمات أيلول" – دراما اجتماعية بنكهات فكاهية