طرق مبتكرة لتشجيع الأطفال الذين يعانون من صعوبة في تناول الطعام

موقع أيام نيوز

 وقت الطعام من أكثر اللحظات تحديًا في يوم الكثير من الأسر. فعندما يجلس الطفل أمام طبقه، وقد يتحوّل هذا الروتين البسيط إلى ساحة معركة يومية مليئة بالمفاوضات، والدموع، وأحيانًا بالصمت القلق. بعض الأطفال يعانون من صعوبة حقيقية في تناول الطعام، سواء بسبب مشاكل حسّية، أو انتقائية مفرطة، أو ارتباط سلبي سابق بعملية الأكل. وهنا لا تنفع الحلول التقليدية، بل نحن بحاجة إلى طرق مبتكرة، تراعي مشاعر الطفل وتساعده على بناء علاقة إيجابية مع الطعام.

في هذا المقال، نستعرض أكثر من عشرة أساليب إبداعية وعملية تساعدك على تشجيع طفلك لتناول الطعام دون ضغط، وبأسلوب محبب وممتع.

1. اللعب بالطعام... ولكن بذكاء!

رغم أن "اللعب بالطعام" يُعتبر سلوكًا مرفوضًا في العُرف التقليدي، إلا أن الأبحاث الحديثة تُظهر أنه أحد الطرق الفعالة لتقريب الأطفال من الطعام، خاصة الأطفال الذين يعانون من مشاكل حسّية أو تخوّف من الملمس.

أفكار عملية:

استخدم قواطع البسكويت لتشكيل الخضروات بشكل قلوب أو نجوم.

اصنع "وحوش طعام" باستخدام شرائح الخيار والطماطم والزيتون.

شجّع الطفل على ترتيب المكونات على الطبق كما لو يرسم لوحة.

الهدف: عندما يتفاعل الطفل مع الطعام بيديه، دون ضغط للأكل، تزداد قابليته لتذوقه لاحقًا.

2. المطبخ مساحة للطفل

السماح للطفل بالمشاركة في تحضير الطعام يعزز ارتباطه به. الأطفال يحبون الشعور بالتحكم والاستقلال، لذا عندما يكونون جزءًا من "طبخة اليوم"، يكونون أكثر استعدادًا لتجربتها.

كيف؟

اتركه يخلط المكونات، أو يغسل الخضروات.

دع الطفل يختار وصفة من كتاب خاص للأطفال.

خصص له أدوات مطبخ آمنة (مثل سكاكين بلاستيكية أو ملاعق خشبية صغيرة).

3. تقديم الطعام بأسلوب القصص

الخيال عند الطفل أقوى من الواقع. استخدم ذلك لصالحك! اجعل الطعام جزءًا من قصة بطل خارق، أو مغامرة تحت البحر، أو رحلة فضائية.

أمثلة:

البروكلي = "أشجار الغابة السحرية".

الجزر = "صواريخ الطاقة".

الزبادي = "سحابة الحليب البيضاء من كوكب المريخ".

تكرار القصة وربطها بمشاعر إيجابية يعزز الرغبة في التذوق.

4. استخدام الجداول والملصقات التحفيزية

أداة بصرية تُحفز الطفل على التقدم، وتُشعره بالإنجاز. كلما جرب طعامًا جديدًا، يحصل على ملصق مميز أو نجمة على جدوله الخاص.

نصيحة: لا تُكافئ الطفل على "إنهاء الطبق"، بل على "تجربة لقمة واحدة"، أو "لمس طعام جديد"؛ لتقليل الضغط وتحويل التركيز من الكمية إلى التجربة.

5. لا للطعام كعقاپ أو مكافأة

ربط الطعام بالعقاپ أو المكافأة يُربك الطفل، ويُفقده الشعور الداخلي بالجوع والشبع. الطفل قد يبدأ في رفض الطعام كوسيلة للمقاومة أو جذب الانتباه.

بدلًا من ذلك:

اجعل الطعام تجربة حيادية ممتعة، لا اختبارًا للنجاح أو الفشل.

تجنّب جمل مثل: "إن أكلت، سأعطيك الحلوى" أو "لن تغادر الطاولة قبل أن تُنهي كل شيء".

6. التدرّج هو الحل السحري

بعض الأطفال يحتاجون إلى خطوات صغيرة نحو تقبّل نوع طعام معين. لا تتوقع منه أن يُنهي قطعة بروكلي من أول مرة.

طريقة 5 مراحل:

يرى الطعام في الطبق.

يلمسه بيده.

يشمه.

يضعه على لسانه دون مضغ.

يتذوقه ويبتلعه.

كل مرحلة تُعد نجاحًا بحد ذاتها.

7. كسر الروتين... وتغيير مكان الوجبة

الطعام ليس حكرًا على طاولة السفرة. جرب تناول الوجبة على الشرفة، في الحديقة، أو على شكل "نزهة داخلية" على الأرض.

الفكرة: تغيير البيئة يجعل التجربة أكثر متعة، ويُقلل التوتر المحيط بوقت الأكل.

8. زراعة الطعام... ثم أكله

اجعل طفلك يزرع نبتة بسيطة مثل النعناع، أو الطماطم الكرزية في وعاء صغير. حين يراها تنمو ويهتم بها، سيشعر بالفخر ويرغب في تذوق ثمار تعبه.

النتيجة: علاقة مباشرة بين العمل والطعام تعزز الارتباط الإيجابي مع الأكل الصحي

9. دمج الأطعمة الجديدة مع المألوفة

بدلًا من تقديم الخضروات أو البروتينات بشكل منفصل، يمكن دمجها مع طعام يحبه الطفل.

أمثلة:

خلط الكوسا المهروسة مع معكرونة الجبن.

وضع شرائح الجزر داخل ساندويتش الدجاج.

تقديم صلصة الغمس (لبن، حمص، جبن) مع أصابع الخضار.

الهدف: تقليل "الټهديد" الذي يشعر به الطفل تجاه الطعام الجديد.

10. التوقيت والمزاج... عوامل لا تقل أهمية

طفل غاضب، مرهق، أو تائه في اللعب، لن يتقبل طعامًا جديدًا بسهولة. احرص على:

ألا يكون الطفل مرهقًا جدًا وقت الأكل.

منح وقت كافٍ قبل تقديم الطعام بعد النشاط.

تجنب تقديم الطعام أمام التلفاز.

11. لا للمقارنات أو الإحراج

جمل مثل: "أخوك أكل أكثر منك"، أو "أنت دائمًا ترفض"، تؤدي إلى نتائج عكسية. الطفل يحتاج إلى الأمان العاطفي ليجرب شيئًا لا يُفضله، وليس إلى الضغط أو المقارنة.

12. الصبر... والاحتفال بالخطوات الصغيرة

التغيير لا يحدث في ليلة وضحاها. طفل انتقائي في الأكل قد يحتاج أسابيع أو أشهر ليقبل طعامًا جديدًا. لكن كل خطوة صغيرة تستحق الاحتفال.

لمس الطعام = خطوة.

شمّه = خطوة.

تقبّله على الطبق = خطوة.

خاتمة: الطعام رحلة لا حرب

إذا كان طفلك يعاني من صعوبة في تناول الطعام، فتذكّر دائمًا أن الأمر ليس عنادًا أو دلالًا، بل قد يكون نتيجة عوامل حسية، أو تجربة سابقة غير مريحة، أو ببساطة طبيعة شخصيته.

كل طفل مختلف، وما يحتاجه هو الصبر، والابتكار، والأمان النفسي ليُكوّن علاقة صحية مع الطعام. ومن خلال الطرق المبتكرة التي شاركناها معك، يمكنك تحويل وقت الطعام من معركة إلى لحظة ترابط، ومتعة، وتعلّم.

تم نسخ الرابط