توصيات لوضع حدّ لارتفاع حالات تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية و دعم الناجيات

موقع أيام نيوز

توصيات لوضع حدّ لارتفاع حالات تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية ودعم الناجيات

تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (FGM) يعد واحدًا من أخطر الممارسات العڼفية التي تُمارس ضد النساء والفتيات في العديد من المجتمعات حول العالم. وهي عملية مؤلمة ومدمرة تُفضي إلى إزالة أو تعديل الأعضاء التناسلية للمرأة، وغالبًا ما تتم في سن مبكرة لأسباب ثقافية، دينية أو اجتماعية. هذه الممارسة لا تمثل تهديدًا جسديًا فحسب، بل تهدد أيضًا حقوق الإنسان وتؤثر بشكل سلبي على حياة ملايين النساء والفتيات حول العالم. في هذا المقال، سنتناول مجموعة من التوصيات الهامة التي تهدف إلى الحد من هذه الظاهرة ودعم الناجيات منها.

1. تعريف تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية

تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية يشير إلى الممارسات التي تهدف إلى إزالة أو تغيير الأعضاء التناسلية للمرأة بشكل جزئي أو كلي. تُجرى هذه العمليات غالبًا في مرحلة الطفولة أو المراهقة لأسباب ثقافية ودينية واجتماعية. تنقسم هذه الممارسات إلى أربعة أنواع رئيسية، وهي:

النوع الأول: إزالة جزئية أو كاملة للبظر.

النوع الثاني: إزالة البظر مع الأشفار الصغرى.

النوع الثالث: تضييق المهبل عن طريق إزالة الأنسجة أو ټدمير الأجزاء الأعضاء التناسلية.

النوع الرابع: أي نوع آخر من الأڈى الذي يُلحق بالأعضاء التناسلية مثل الوخز أو الحړق.

2. الإحصائيات العالمية

بحسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، يُقدر أن أكثر من 200 مليون امرأة وفتاة في أكثر من 30 دولة حول العالم تعرضن لممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية. هذه الظاهرة تنتشر بشكل خاص في بعض مناطق أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، الشرق الأوسط وبعض أجزاء آسيا، إلا أن التشويه لا يقتصر على هذه المناطق فقط. فقد أصبح شائعًا في بعض المجتمعات الأوروبية وأمريكا الشمالية بسبب الهجرة والانتشار الاجتماعي.

وفي السنوات الأخيرة، شهدنا زيادة ملحوظة في هذه الحالات في بعض المناطق نتيجة للنزاعات المسلحة وأزمة اللجوء، بالإضافة إلى الضغوط الاجتماعية التي تدفع بعض الأسر إلى الاستمرار في هذه الممارسات.

3. أسباب تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية

تعد الممارسات التي تضر بالأعضاء التناسلية الأنثوية جزءًا من معتقدات اجتماعية وثقافية ودينية في بعض المجتمعات. وتعتبر هذه الممارسات ضرورية لتحقيق النقاء والطهارة أو لتعزيز مكانة المرأة. وتشمل الأسباب الرئيسية التي تُدفع بها بعض المجتمعات إلى ممارسة هذا العڼف:

الاعتقادات الثقافية والدينية: بعض المجتمعات تُعتبر التشويه جزءًا من الطقوس التقليدية أو الدينية التي يُعتقد أنها تساهم في زيادة المكانة الاجتماعية للمرأة.

التحكم في الرغبة الچنسية: في بعض الثقافات، يُعتقد أن هذه الممارسات تساعد في تقليل الرغبة الچنسية لدى المرأة، وبالتالي تقييد سلوكها الچنسي.

الحفاظ على النقاء والطهارة: تشويه الأعضاء التناسلية يُنظر إليه كوسيلة لضمان "نقاء" الفتاة وحمايتها من سلوكيات يُعتقد أنها غير لائقة.

4. الآثار الصحية والنفسية لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية

تترك هذه الممارسة آثارًا صحية ونفسية مدمرة للنساء والفتيات:

الآثار الجسدية: تشمل ألمًا شديدًا، نزيفًا، التهابات، بالإضافة إلى مضاعفات في الولادة مثل صعوبة الولادة وتمزق الأنسجة. العديد من النساء يعانين من مشاكل صحية مستمرة مثل التهاب المسالك البولية، العقم، والمشاكل المتعلقة بالحيض.

الآثار النفسية: التأثيرات النفسية لهذا التشويه قد تكون أشد فتكًا من الآثار الجسدية، حيث قد تؤدي إلى صدمات نفسية شديدة، اكتئاب، قلق، وحتى اضطرابات نفسية مزمنة. كما أن هذه الممارسة تؤثر على العلاقات الزوجية وتؤدي إلى مشاكل في الحياة الچنسية للمرأة.

5. التوصيات لوضع حد لظاهرة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية

لمكافحة هذه الظاهرة المنتشرة، تتعدد التوصيات التي يمكن اتخاذها للحد من انتشارها:

التوعية والتعليم

تعد البرامج التوعوية والتعليمية في المجتمعات المحلية أداة فعّالة للحد من انتشار هذه الممارسات. يجب تكثيف الحملات التي تسلط الضوء على المخاطر الصحية والنفسية لتشويه الأعضاء التناسلية، وتعريف المجتمعات بحقوق النساء والفتيات. يجب أن تستهدف هذه البرامج فئات متنوعة من المجتمع مثل الفتيات، أولياء الأمور، وقادة المجتمع المحلي.

التشريعات القانونية

من الضروري أن تُفرض قوانين صارمة ضد ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية. يجب أن تكون هناك عقوبات رادعة على من يشاركون في هذه الممارسات، سواء في الأسر أو المجتمع بشكل عام. من المهم أيضًا تعزيز القوانين التي تضمن حقوق النساء والفتيات في المناطق الأكثر تعرضًا لهذه الممارسات.

دعم الناجيات

من الضروري توفير الدعم اللازم للناجيات من هذه الممارسات عبر إنشاء مراكز طبية ونفسية تقدم العلاج والرعاية اللازمة. ينبغي توفير برامج التأهيل النفسي والاجتماعي للناجيات لضمان إعادة اندماجهن في المجتمع. علاوة على ذلك، يجب تقديم دعم قانوني لحماية حقوقهن وضمان حصولهن على العدالة.

التعاون الدولي والمحلي

يجب تعزيز التعاون بين الحكومات والمنظمات الدولية والمحلية من أجل دعم حملات الوقاية والمكافحة. يتعين على الدول والمنظمات غير الحكومية العمل معًا لتوفير الموارد اللازمة لمكافحة هذه الممارسات، وكذلك للعمل على التصديق وتنفيذ الاتفاقيات الدولية التي تحمي حقوق المرأة والطفل.

6. دور المجتمعات المحلية والإعلام

تغيير الأعراف الثقافية

من المهم أن تتحمل المجتمعات المحلية مسؤولية تغيير الأعراف الثقافية التي تبرر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية. يجب أن يلعب القادة المحليون، سواء كانوا دينيين أو اجتماعيين، دورًا محوريًا في نشر الوعي وقيادة جهود مكافحة هذه الممارسات.

دور الإعلام

وسائل الإعلام يمكنها أن تلعب دورًا بالغ الأهمية في نشر الوعي والتثقيف حول أضرار تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية. ينبغي تسليط الضوء على تجارب الناجيات وتسليط الضوء على الأثر المدمّر لهذه الممارسات على حياتهن.

7. الآفاق المستقبلية

رغم التحديات المستمرة في مكافحة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، هناك بعض الآمال في المستقبل. فقد شهدنا تقدمًا ملحوظًا في بعض الدول التي تم تطبيق قوانين صارمة ضد هذه الممارسات. مع تكثيف التعاون الدولي والمحلي، يمكننا أن نرى انخفاضًا تدريجيًا في عدد هذه الحالات.

الخاتمة

إن القضاء على ظاهرة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية يتطلب تعاونًا حقيقيًا بين الحكومات والمنظمات الدولية والمحلية. يجب أن تكون حماية حقوق النساء والفتيات أولوية في سياساتنا العامة. من خلال زيادة الوعي، تطبيق التشريعات الفعالة، ودعم الناجيات، يمكننا العمل على وضع حد لهذه الممارسة الۏحشية، وبالتالي ضمان مستقبل أفضل وأكثر أمانًا للنساء والفتيات حول العالم.

تم نسخ الرابط