موسيقى يمكنها علاج الأمراض كيف غيرت الألحان حياة مرضى مستعصية

موقع أيام نيوز

لم تعد الموسيقى تقتصر على كونها وسيلة للترفيه أو التعبير الفني بل تحولت اليوم إلى أداة علاجية فعالة تساهم في تحسين حياة المرضى المصابين بأمراض مستعصية.
تؤكد الأبحاث الطبية أن الاستماع إلى الألحان المختارة بعناية يمكن أن يخفف الألم يقلل التوتر ويعزز التعافي الجسدي والنفسي مما يجعل العلاج بالموسيقى مجالا واعدا في الطب الحديث.
العلاج بالموسيقى هو نهج علاجي معتمد يستخدم الموسيقى لتحقيق أهداف طبية محددة سواء عبر الاستماع أو الأداء أو التأليف تحت إشراف مختصين.
ويستخدم هذا النوع من العلاج لدعم المرضى في تحسين مهاراتهم الحركية تعزيز قدراتهم المعرفية والتخفيف من معاناتهم النفسية لا سيما في حالات السړطان التصلب اللويحي الاكتئاب والأمراض التنكسية العصبية مثل الزهايمر.
في مركز مايو كلينك الطبي بالولايات المتحدة أثبت برنامج علاجي تجريبي أن عزف مقطوعات كلاسيكية خفيفة خلال جلسات العلاج الكيميائي ساهم في خفض مستويات التوتر بنسبة تجاوزت 35 لدى مرضى السړطان.
أما في ألمانيا فقد طبقت مدارس خاصة برامج موسيقية علاجية للأطفال المصابين بالتوحد مما أدى إلى تحسن ملحوظ في تواصلهم الاجتماعي وزيادة تفاعلهم مع المحيطين بهم.
وفي اليابان أظهرت تجربة رائدة أن جلسات استماع لأغان مألوفة من شباب المرضى المصابين بالزهايمر ساهمت في تعزيز ذاكرتهم المؤقتة وتحسين مزاجهم العام.
علميا تؤثر الموسيقى على عدة مناطق في الدماغ أبرزها المراكز المرتبطة بالمشاعر والذاكرة والحركة.
الاستماع إلى أنغام معينة يحفز إفراز هرمونات السعادة مثل الدوبامين والسيروتونين مما يساعد في تخفيف الألم الجسدي والنفسي وتقليل مستويات هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر.
وتؤكد دراسات التصوير الدماغي أن الموسيقى قادرة على تنشيط الشبكات العصبية المعطلة مما يجعلها أداة فعالة في إعادة التأهيل العصبي لمرضى الجلطات الدماغية وإصابات الدماغ الرضحية.
دخل العلاج بالموسيقى مجالات طبية متنوعة منها
تخفيف الألم المزمن عبر تقنيات استرخاء صوتية تعتمد على الإيقاعات البطيئة.
علاج الاكتئاب واضطرابات القلق باستخدام أنغام مخصصة لتحفيز المشاعر الإيجابية.
دعم إعادة التأهيل بعد السكتات الدماغية من خلال تمارين نطق وإيقاع.
تحسين نوعية النوم عبر جلسات استماع قبل النوم بأنغام مهدئة.
تنشيط الذاكرة لدى مرضى الزهايمر عبر استحضار ذكريات قديمة مرتبطة بأغنيات محددة.
بفضل التطور التكنولوجي ظهرت تطبيقات ذكية تقدم برامج موسيقية علاجية مخصصة لكل حالة صحية مما جعل العلاج بالموسيقى أكثر سهولة وانتشارا.
كما بدأ بعض الأطباء باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي المصحوبة بالموسيقى لتحفيز البيئة العلاجية وتعزيز فعالية العلاج في حالات التوتر الشديد واضطرابات ما بعد الصدمة.
يتوقع الخبراء أن يحتل العلاج بالموسيقى دورا أكبر في أنظمة الرعاية الصحية الشمولية خلال السنوات القادمة مع تزايد الوعي بأهمية التكامل بين العلاج الطبي والدعم النفسي.
ومع توالي الأدلة العلمية يصبح من الواضح أن الموسيقى لم تعد مجرد خلفية جميلة للحياة بل أصبحت شريكا فعالا في رحلة الشفاء تقدم الأمل وتحفز القوة الداخلية للمرضى لمواجهة أمراضهم بأمل وعزيمة.
بين الألحان الهادئة والنغمات المفعمة بالحيوية تبرهن الموسيقى أنها تملك قدرة فريدة على شفاء الجسد والروح.
في عالم تتسارع فيه الابتكارات الطبية تظل الموسيقى تذكيرا بأن الشفاء لا يأتي فقط عبر الأدوية والعلاجات التقليدية بل أحيانا عبر لحن عابر يلامس أعماق القلب ويعيد للمرضى شغف الحياة.

تم نسخ الرابط