دراسة تكشف أن الصوم المتقطع قد يطيل العمر بنسبة 40%

موقع أيام نيوز

دراسة تكشف أن الصوم المتقطع قد يطيل العمر بنسبة 40%

أظهرت دراسة حديثة أن الصوم المتقطع قد يكون له تأثيرات إيجابية كبيرة على صحة الإنسان، بما في ذلك تحسين العمر الافتراضي. في هذه الدراسة، تم التوصل إلى أن ممارسة الصوم المتقطع قد يطيل العمر بنسبة تصل إلى 40%. يعد هذا الاكتشاف مثيرًا للجدل ويُحتمل أن يكون له تداعيات كبيرة في عالم الطب وعلم التغذية، حيث أصبح الصوم المتقطع أحد أبرز الأنماط الغذائية التي تحظى بشعبية كبيرة في السنوات الأخيرة.

ما هو الصوم المتقطع؟
يعد الصوم المتقطع أحد الأنماط الغذائية التي تعتمد على تقليل الفترات الزمنية التي يتم فيها تناول الطعام، وترك فترات أخرى يكون فيها الشخص صائمًا. تختلف الطرق المتبعة في الصوم المتقطع، لكن الأكثر شيوعًا هي طريقة 16/8، حيث يصوم الشخص لمدة 16 ساعة ويأخذ الطعام خلال الـ 8 ساعات المتبقية. 

تفاصيل الدراسة الجديدة
الدراسة التي نشرت مؤخرًا في إحدى المجلات العلمية المرموقة قد أجريت على مجموعة من الحيوانات واتبعت النمط الغذائي للصوم المتقطع لفترات زمنية طويلة. النتائج التي تم التوصل إليها تشير إلى أن الحيوانات التي اتبعت هذا النظام الغذائي عاشوا لفترة أطول بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالحيوانات التي لم تتبع هذا النمط. بالإضافة إلى ذلك، تم ملاحظة تحسن في العديد من المؤشرات الصحية الأخرى، مثل انخفاض مستويات الدهون في الډم، وتحسين قدرة الجسم على التخلص من السمۏم، وتنشيط العمليات الخلوية المسؤولة عن إصلاح الأنسجة.

كيف يؤثر الصوم المتقطع على الجسم؟
يعتقد العلماء أن الصوم المتقطع يؤثر بشكل كبير على العديد من العمليات البيولوجية داخل الجسم، والتي قد تساهم في تحسين الصحة العامة وإطالة العمر. من أبرز التأثيرات التي يعززها الصوم المتقطع:

تحفيز عمليات الإصلاح الخلوي: عندما يدخل الجسم في حالة الصوم، يبدأ في تحفيز عمليات مثل "الالتهام الذاتي"، حيث يقوم الجسم بتفكيك الخلايا التالفة أو غير الفعالة لاستعادة الطاقة والموارد. هذه العمليات قد تساهم في إصلاح الأنسجة والتقليل من تراكم السمۏم الضارة.

خفض مستويات الالتهاب: يرتبط الالتهاب المزمن بالعديد من الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب والسكري. أظهرت الدراسات أن الصوم المتقطع يمكن أن يقلل من مستويات الالتهاب في الجسم، مما يعزز من صحة القلب والجهاز المناعي.

تحسين صحة القلب: تشير الدراسات إلى أن الصوم المتقطع يمكن أن يحسن من مستويات الكوليسترول وضغط الډم، مما يقلل من خطړ الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة: بما أن الصوم المتقطع يعزز من صحة الأنسجة ويقلل من الالتهابات، فإنه قد يساهم في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السړطان والخرف.

الصوم المتقطع وعلاقته بإطالة العمر
تشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن الصوم المتقطع يمكن أن يطيل العمر عن طريق تقليل الضغط التأكسدي على الجسم. يحدث الضغط التأكسدي عندما تتراكم الجذور الحرة في الجسم، مما يتسبب في تلف الخلايا والأنسجة. أحد الآثار الإيجابية المحتملة للصوم المتقطع هو تقليل تأثيرات هذه الجذور الحرة.

علاوة على ذلك، تشير بعض الأبحاث إلى أن الصوم المتقطع قد يبطئ من عملية الشيخوخة عن طريق تحفيز مجموعة من العمليات الجينية التي تحسن من التوازن الداخلي للخلايا، وتزيد من قدرة الجسم على مواجهة التحديات البيئية.

تأثير الصوم المتقطع على البشر
ورغم أن معظم الأبحاث التي أُجريت على الصوم المتقطع كانت على الحيوانات، فإن العلماء يعتقدون أن هذه النتائج قد تكون قابلة للتطبيق على البشر. تشير بعض الدراسات الأولية التي أُجريت على البشر إلى أن الصوم المتقطع قد يحسن من صحة القلب، ويزيد من قدرة الجسم على حړق الدهون، ويعزز الصحة العقلية

فيما يتعلق بتأثير الصوم المتقطع على العمر الافتراضي للبشر، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات طويلة الأمد لفهم تأثيراته بشكل أعمق. قد تساعد الدراسات المستقبلية في تقديم إجابات أكثر دقة حول قدرة الصوم المتقطع على إطالة العمر.

الصوم المتقطع وأسلوب الحياة
على الرغم من فوائده الصحية المحتملة، لا يُنصح الصوم المتقطع للجميع. الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل مرض السكري أو مشاكل في الجهاز الهضمي يجب أن يستشيروا طبيبًا قبل بدء أي نظام غذائي يعتمد على الصوم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون الصوم المتقطع صعبًا لبعض الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في التركيز أو الإجهاد بسبب نقص الطاقة أثناء فترات الصيام.

الخاتمة
إن اكتشاف أن الصوم المتقطع قد يطيل العمر بنسبة تصل إلى 40% يمثل خطوة كبيرة نحو فهم أفضل للطريقة التي تؤثر بها الأنماط الغذائية على صحة الإنسان. بينما تبقى الأبحاث في مراحلها الأولى، فإن النتائج الأولية تثير الأمل في إمكانية استخدام الصوم المتقطع كأداة لتحسين صحة الإنسان وإطالة عمره. ومع ذلك، ينبغي على الأفراد أن يكونوا حذرين وأن يستشيروا متخصصين في الرعاية الصحية قبل بدء أي نوع من أنظمة الصوم.

تم نسخ الرابط