الأنف الدهني بعد عملية التجميل، ماذا تعرفين عنه؟

موقع أيام نيوز

تُعد عملية تجميل الأنف واحدة من أكثر العمليات التجميلية شيوعًا، وتُجرى غالبًا لأغراض جمالية أو طبية مثل تصحيح انحراف الحاجز الأنفي أو تحسين الشكل العام للأنف. لكن بعد الجراحة، يواجه بعض المرضى ظاهرة غير متوقعة وهي زيادة دهنية الأنف، أو ما يُعرف بـ"الأنف الدهني". هذه الحالة تثير قلق البعض، لا سيما عندما تظهر بعد الجراحة مباشرة أو تستمر لفترة طويلة. فهل هي أمر طبيعي؟ ما أسبابها؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

ما هو الأنف الدهني؟

الأنف الدهني هو حالة تتسم بزيادة إفراز الدهون (الزهم) من الغدد الدهنية الموجودة في الجلد، مما يؤدي إلى لمعان مفرط، انسداد المسام، وظهور الرؤوس السوداء. وقد يُلاحظ المړيض أن بشرته أصبحت أكثر دهنية في منطقة الأنف بعد العملية، رغم عدم معاناته سابقًا من هذه المشكلة.

هل الأنف الدهني بعد التجميل أمر شائع؟

نعم، يُعتبر شائعًا نسبيًا، خاصة خلال الأشهر الأولى بعد العملية. ويعود ذلك إلى عدة عوامل متعلقة بتغيرات الجلد، الشفاء الطبيعي للأنسجة، والتغيرات المؤقتة في الدورة الدموية والغدد الدهنية بعد الجراحة.

الأسباب المحتملة لزيادة دهنية الأنف بعد الجراحة:

التغيرات الهرمونية والجسدية
بعد أي جراحة، يمر الجسم بحالة من التوتر والإجهاد، مما قد يؤثر على توازن الهرمونات، بما في ذلك الهرمونات التي تتحكم في إفراز الدهون في الجلد.

زيادة نشاط الغدد الدهنية
قد تتعرض الغدد الدهنية في منطقة الأنف للتهيج بسبب الضغط الناتج عن الشريط الجراحي (اللاصق) أو استخدام الكمادات، مما يؤدي إلى إفراز دهني أكثر من المعتاد.

انسداد المسام بسبب التورم أو اللاصقات
التورم الطبيعي بعد الجراحة أو استخدام لاصقات الأنف قد يؤدي إلى انسداد المسام، مما يجعل الدهون تتراكم على سطح الجلد.

إهمال العناية بالبشرة
خلال فترة التعافي، قد يتجنب البعض تنظيف المنطقة خوفًا من التأثير على الجراحة، ما يؤدي إلى تراكم الدهون والشوائب.

تغيرات في تدفق الډم واللمف
عملية التجميل قد تُحدث تغيرات في تدفق الډم والسوائل اللمفاوية في منطقة الأنف، مما قد يؤثر على وظيفة الغدد الدهنية مؤقتًا.

هل هذه الحالة دائمة؟

غالبًا ما تكون مؤقتة وتتحسن بمرور الوقت، خاصة بعد أن يكتمل شفاء الأنسجة ويستقر الجلد. تستمر هذه الحالة من أسابيع إلى عدة أشهر، لكنها نادرًا ما تدوم بشكل دائم. ومع ذلك، إذا كانت الحالة شديدة أو استمرت لفترة طويلة، يُنصح بمراجعة طبيب الجلدية أو الجراح التجميلي لتقييم السبب.

كيف يمكن التعامل مع الأنف الدهني بعد عملية التجميل؟

1. العناية بالبشرة اليومية

استخدام منتجات تنظيف لطيفة مخصصة للبشرة الدهنية مثل الغسولات التي تحتوي على حمض الساليسيليك أو الزنك يساعد في إزالة الدهون الزائدة دون الإضرار بالبشرة.

2. التونر (منظف المسام)

استخدام تونر خالٍ من الكحول يساعد في تقليص المسام وتنظيم إفراز الزيوت، مع مراعاة اختيار الأنواع المخصصة للبشرة الحساسة.

3. الترطيب الخفيف

حتى البشرة الدهنية تحتاج إلى الترطيب، لكن يجب استخدام مرطبات خفيفة غير دهنية (Oil-free) لتجنب انسداد المسام.

4. تجنب التقشير القاسې

التقشير قد يكون مغريًا، لكنه يجب أن يتم بعد استشارة الطبيب، وباستخدام منتجات خفيفة، لأن الجلد يكون أكثر حساسية بعد الجراحة.

5. تنظيف البشرة بلطف

يجب غسل الوجه بلطف مرتين يوميًا، وتجنب الفرك أو الضغط على منطقة الأنف لتجنب التأثير على نتائج الجراحة.

6. الحماية من الشمس

التعرض لأشعة الشمس قد يزيد من تهيّج البشرة الدهنية ويؤثر على التئام الچروح. يُنصح باستخدام واقٍ شمسي طبي مناسب للبشرة الدهنية.

متى يجب زيارة الطبيب؟

إذا استمرت الحالة لأكثر من 6 أشهر، أو لاحظت تطورًا في ظهور حب الشباب الشديد، الالتهابات، أو تغير لون الجلد، فيجب مراجعة طبيب الجلدية أو الجراح التجميلي لمراجعة خطة العناية أو التحقق من وجود أسباب أخرى غير متعلقة بالجراحة.

هل يمكن الوقاية من هذه الحالة بعد العملية؟

لا توجد طريقة مضمونة للوقاية تمامًا، لكن يمكن تقليل احتمالية ظهور الأنف الدهني من خلال:

اتباع تعليمات الطبيب بعد الجراحة بدقة

استخدام منتجات العناية بالبشرة المناسبة

تجنّب وضع المكياج الثقيل على الأنف خلال الأسابيع الأولى

تقليل تناول الأطعمة الدهنية أو السكرية التي قد تحفّز الغدد الدهنية

خاتمة

الأنف الدهني بعد عملية التجميل هو ظاهرة طبيعية ومؤقتة في أغلب الحالات، ناتجة عن التغيرات التي يمر بها الجلد خلال فترة التعافي. التعامل السليم مع البشرة والالتزام بالتعليمات الطبية يلعب دورًا كبيرًا في تخفيف هذه المشكلة وتسريع الشفاء. إذا كنت مقبلًا على عملية تجميل الأنف أو قد خضعت لها مؤخرًا، فاطمئن بأن هذه التغيرات الجلدية قابلة للتحسن، وكل ما تحتاجه هو الصبر، العناية، والمتابعة الطبية الدورية.

تم نسخ الرابط