نجاح حملة التطعيم ضد كوفيد 19: الإمارات تتصدر العالم

موقع أيام نيوز

اللقاح الأخير كيف أنقذت الإمارات العالم من كوفيد 19
في عام 2020 كان العالم يسير في طريق مجهول. كأننا في فيلم أكشن حيث كان العدو غير مرئي منتشر في كل زاوية يطارد الجميع بلا رحمة. كانت المدافع تغني لكن هذه المرة لم تكن مدافع بل فيروس لا يرى بالعين المجردة. كان كوفيد 19 يضرب بلا توقف وكل دولة تبحث عن سلاحھا السري الذي يمكن أن يقلب المعادلة. وكالعادة ظهر البطل الذي لن تخطر ببال أحد دولة الإمارات العربية المتحدة.
تخيل لو كنت في أحد شوارع دبي في بداية الجائحة ترى العالم يمر من حولك بشكل بطيء مع ماسك يغطي وجه الجميع وكل شيء يبدو وكأنه فيلم من نوعية ما بعد الکاړثة. فجأة يبدأ هاتفك المحمول بالاهتزاز. رسالة جديدة اللقاح قادم وحملة التطعيم ستبدأ. قبل أن تستوعب الرسالة كان أحدهم على دراجة ڼارية بزي أبطال الأفلام يقف بجانبك ليقول حان وقت المقاومة. نعم الإمارات كانت في مهمة لإنقاذ نفسها ثم إنقاذ العالم.
كانت الإمارات تعتبر جائحة كوفيد 19 تحديا مختلفا. لم تكن مجرد أزمة صحية بل كانت معركة من أجل المستقبل. كان القرار واضحا من البداية لا مجال للفشل. لكن ما جعل القصة أكثر إثارة هو أن الإمارات كانت تسير في طريق لم يسلكه أحد قبلها. لم يكن الأمر مجرد تطعيمات للمواطنين فقط بل كانت عملية هائلة ضخمة ومعقدة وفوق ذلك فنية بشكل مذهل.
لم يكن الأمر كما تظن. تطعيمات نعم لكن بطريقة أقرب إلى الأكشن حيث أن الإمارات اتخذت نهجا متعدد الأبعاد. ففي البداية كانت هناك حملة إعلامية ضخمة لا تقل عن أي عمل فني ضخم تتخللها فيديوهات حماسية تقنيات عالية وأبطال خارقين.وكان شعار الحملة حماية أنفسنا حماية للعالم.
كما لو أن المسؤولين في الإمارات كانوا يقفون أمام الشاشة وهم يتحدثون إلى العالم بأسره. في مقاطع الفيديو كان يتم تصوير فريق من العلماء يرتدون معاطف بيضاء يتنقلون في مراكز بحثية مثل مشاهد أفلام الخيال العلمي. كانت المراكز الطبية تمتلئ بالأضواء الساطعة والأجهزة الإلكترونية المعقدة التي تعكس إحساسا بالھجوم العميق ضد الجائحة.
وكلما تذكرنا تلك اللحظات كان الإعلام يرسل رسائل واضحة أن الإمارات كانت تقود العالم في هذه المعركة. والمثير في الأمر أن الحملة لم تكن مقتصرة على المواطنين فقط بل كانت تشمل المقيمين والزوار على حد سواء. نعم لأن الإمارات كانت تدرك أن هذه ليست حربا داخلية بل معركة مشتركة مع العالم. وكلما كانت الحملة تزداد قوة كانت المفاجآت تزداد قوة.
ولكن كما يحدث في أي فيلم أكشن كانت هناك دائما لحظات التوتر. ومع بدء الحملة بدأ الفيروس في التطور وظهرت سلالات جديدة وبدأت الأخبار تنتشر عن مشكلات متعلقة بالإمدادات. هل ستنجح الحملة في ظل هذه التحديات هل تستطيع الإمارات أن تقف في وجه تلك السلالات التي تتحور بسرعة الحقيقة هي أن الإمارات أدركت منذ البداية أنه لا وقت للراحة. كانت الاستراتيجيات تتغير بسرعة وفي كل مرة كانت تظهر تحديات جديدة كان الأبطال في الإمارات يجدون الحلول سريعا.
لكن التحول الحقيقي جاء مع اللقاحات. الإمارات لم تنتظر حتى ينجح الآخرون في تطوير لقاح. بل كانت من بين الدول الأولى التي بدأ فيها البحث والتطوير وعندما توصلت إلى لقاح سينوفارم كانت خطوتها التالية هي تقديمه على نطاق واسع. لكن لم يتوقف الأمر عند ذلك. كان هناك تعاون دولي مع شركات أخرى مثل فايزر وأسترازينيكا مما جعل الخيارات متاحة للجميع. كانت الإمارات قد اختارت أفضل الأسلحة الممكنة.
ومع مرور الوقت تحول مشهد التطعيم إلى مشهد يشبه تماما فيلم مهمة مستحيلة. كانت فرق التطعيم تنقض على مراكز التطعيم مثل فرق الإنقاذ في أفلام الأكشن. تنقل الأطباء والممرضات بين المراكز بسرعة فائقة وتطبيق الإجراءات الاحترازية بكل دقة وكأنها معركة حربية للحد من انتشار الفيروس.
في تلك الأثناء كانت الشوارع في دبي وأبوظبي تبدأ في العودة إلى طبيعتها وكان الناس يعودون إلى حياتهم بشكل تدريجي. كانت لحظات العودة إلى الحياة الاجتماعية والاقتصادية مليئة بالفرحة وكان الشعور بأن الدولة قد تغلبت على التحديات في زمن قياسي يشبه إلى حد كبير لحظات الذروة في الأفلام. الإمارات لم تكن فقط قد طعمت سكانها بل كانت قد أظهرت قدرتها على مواجهة المستقبل بحلول مبتكرة.
كان الحديث الآن عن العودة إلى العمل والتعليم والسفر. الإمارات لم تترك أحدا وراءها. كانت توفر اللقاحات بشكل مجاني في مراكز التطعيم المنتشرة في كل مكان حتى أن هناك طوابير طويلة من الناس يتجمعون في مراكز التسوق والمراكز الطبية للحصول على اللقاح. الناس يبتسمون يعانقون بعضهم البعض ومع كل جرعة جديدة كانت الإمارات تحقق انتصارا جديدا.
اليوم وبعد مرور سنوات من تلك المعركة تعود الإمارات إلى شوارعها المزدحمة والأسواق والمطاعم. كانت الحملة التي بدأت على عجل قد تحولت إلى قصة نجاح منقطعة النظير. باتت الإمارات من بين الدول الرائدة في العالم ليس فقط في نسبة التطعيم ولكن في البنية التحتية الصحية وفي قدرتها على التحرك السريع في مواجهة التحديات العالمية.

تم نسخ الرابط