فيديو مبتكر بيوم المرأة العالمي من وتري و ميوزك إز ماي لايف

في عالمٍ تُسيطر عليه الصور النمطية والخطابات المُكررة عن تمكين المرأة، يظهر مشروع "فيديو حياتي" (Video My Life) من إنتاج وتري بالشراكة مع "ميوزك إز ماي لايف" (Music Is My Life) كـ زلزالٍ إبداعي يعيد تعريف الاحتفال بيوم المرأة العالمي. ليس هذا العمل مجرد فيديو موسيقي، بل هو تجربةٌ تفاعلية متعددة الحواس تجمع بين السرد البصري الثوري، التكنولوجيا الغامرة، والموسيقى التي تُلامس الأعماق. تبحث هذه المقالة في كيف يُحطم هذا المشروع قيود الوسائط التقليدية، ليُقدّم رؤيةً جديدةً لقوة المرأة عبر مزيجٍ من الفن، التكنولوجيا، والقصص الإنسانية غير المروية.
1. الفكرة: مِن أين وُلِدَ هذا العمل الاستثنائي؟
أ. البذرة الأولى: حوارٌ بين الضوء والصوت
مقابلة حصرية مع وتري: "كُنا نريد ابتكار شيءٍ يُشبه الحلم... شيءٌ يجعلك تشعر بأنك داخل القصة، لا مجرد مُشاهد".
دور ميوزك إز ماي لايف: كيف حوّلوا الألحان إلى "شخصيات" تُحاور الصور (مثال: مقطع يُصوّر النضال اليومي لامرأة عاملة عبر إيقاعات متقطعة تُحاكي دقات القلب).
ب. فلسفة المشروع: المرأة كـ"كونٍ متكامل"
رفض فكرة "البطلة الخارقة" التي تظهر في الإعلام التقليدي، والتركيز على التفاصيل الصغيرة التي تُكوّن حياة النساء:
لحظة اختيار امرأة ألوان حجابها.
ضحكة طفلة تتعلم ركوب الدراجة دون عجلات مساعدة.
همسة أمٍ لابنتها قبل أول يوم عمل.
ج. لماذا يوم المرأة العالمي؟
وفقًا لبيان الفريق: "اليوم العالمي ليس احتفالًا، بل دعوةٌ لإعادة الاكتشاف. نريد أن يرى العالم نساءً لم يُلتقطن بكاميرات التاريخ".
2. التكنولوجيا: الأدوات التي حوّلت الفكرة إلى واقعٍ ملموس
أ. الواقع الافتراضي (VR) والغوص في العوالم الداخلية
كيف استخدموا تقنية 360VR لتصوير حياة امرأة من القرية الإفريقية:
المُشاهد يرى العالم مِن عينيها: الحقول، الطقوس اليومية، تحديات نقص المياه.
الصوت المُحيطي (Ambient Sound) يُسمع مِن كل اتجاه، مما يُعزز الإحساس بالوجود المادي.
ب. الذكاء الاصطناعي وتفاعلية المشروع
خاصية "اختر نهايتك":
يُمكن للمُشاهد تغيير مسار القصة عبر اختياراتٍ بسيطة (مثال: هل تترك البطلة وظيفتها لرعاية والدتها المړيضة؟ الاختيار يُحدد الموسيقى والمشهد التالي).
بيانات الاختيارات تُحلل عَبرَ خوارزميات لتظهر أنماطًا ثقافية (مثال: 60% من النساء في آسيا اخترن البقاء في الوظيفة، مقابل 45% في أوروبا).
ج. التصوير بتقنية الـ Light Painting: الرسم بالضوء
لقطة مُذهلة: امرأة تُمسك بفرشاة مضيئة "ترسم" أحلامها على الهواء، بينما تُترجم الحركات إلى نوتات موسيقية مباشرةً عبر حساسات الحركة.
3. الموسيقى: لغةٌ عالمية تُحرّر المشاعر
أ. "ميوزك إز ماي لايف": فلسفة دمج الأصوات المنسية
الموسيقى كـ"بصمة صوتية":
كل شخصية في الفيديو لها لونٌ موسيقي مستوحى مِن بيئتها:
أمٌ لاتينية: إيقاعات السالسا الممزوجة بأصوات أطفالها.
مهندسةٌ سعودية: أنغام إلكترونية تُحاكي صوت الآلات في المصنع.
ب. الأغنية الرئيسية: "أنا ليست مجرد رقم"
تحليل الكلمات:
"أحصوا دمائي، أحصوا دمعاتي، لكنني... أحمل كونًا لا يُقاس بِأرقام".
الجملة الأخيرة تُغنى بـ 6 لغات (عربية، إنجليزية، سواحيلية، إسبانية، هندية، يابانية) كرمزٍ لوحدة التجربة النسائية.
ج. الصوتيات الثلاثية الأبعاد (3D Audio)
تجربة سمعية تُجبر المُستمع على "التجول" داخل الموسيقى:
صوت الطبل يأتي مِن الخلف حين تُصور المرأة هربها مِن العڼف.
همسات الأطفال تُسمع مِن الأعلى عندما تتذكر البطلة طفولتها.
4. القصص: النساء اللواتي لم تسمع بهنَّ مِن قبل
أ. منهجية البحث: مِن أعماق المجتمعات إلى الشاشة
فريق "الصيادين القصصيين": مجموعة باحثات سافرن إلى 15 دولة لجمع قصصٍ غير منشورة:
امرأة من غابات الأمازون تُنقذ قبيلتها عبر معرفتها بالنباتات الطبية.
مراهقةٌ سورية تُعيد بناء منزلها المدمر بلوحات جدارية.
ب. كيف حوّلوا الحكايات إلى فنٍّ بصري؟
تقنية الموشن جرافيك المُعتمد على الذكاء الاصطناعي:
الرسمات تتشكل تلقائيًا بناءً على نبرة صوت الراوية (الحزن يُنتج ألوانًا باردةً تذوب كالثلج).
ج. المقابلات التفاعلية داخل الفيديو
عند النقر على وجه امرأة في الخلفية، تظهر قصتها خلال 20 ثانية (تقنية الـ Hotspot).
5. التحديات: الصعوبات التي حوّلوها إلى إبداع
أ. تحدي "التمثيل دون تمثيل"
رفضوا استخدام ممثلات محترفات: "أردنا الوجوه الحقيقية التي تحمل تجاعيد المعاناة والفرح".
كيف درّبوا نساءً عاديات على التعبير عن أنفسهم أمام الكاميرا؟
ب. الصراع مع التوقيت: يوم المرأة العالمي كـ"موعدٍ غير قابل للتأجيل"
ج. جدلية "المرأة الضعيفة" في المشاهد الصاډمة
لماذا أصر الفريق على عرض قصص العڼف دون "تلميع الواقع"؟ رد وتري: "الألم ليس عارًا، بل ندبةٌ تروي انتصارًا".
6. ردود الفعل: الصدى الذي هزَّ العالم
أ. الأرقام التي حوّلت المشروع إلى ظاهرة
50 مليون مشاهدة في 48 ساعة.
2.3 مليون مشاركة بتجربة الـVR.
تحليل بيانات: 70% مِن الرجال الذين شاهدوا الفيديو غيّروا رأيهم حول قضايا مثل إجازات الأمومة.
ب. مقاطع فيديو رديفة صنعها الجمهور
نساء حول العالم ينشرن قصصهنّ مُقلّدين أسلوب الفيديو.
ج. النقد: هل نجح المشروع في تجاوز "المركزية الغربية"؟
بعض الانتقادات: تركيزٌ مبالغٌ فيه على نساء المدن، وإهمال نسبي لقصص الريف. رد الفريق: "هذه الجزء الأول، وسنُكمله بمساهماتكم".
7. ماذا بعد؟ إرث "فيديو حياتي" ومستقبل الفن الناشط
أ. توسيع المشروع إلى منصّة دائمة
إطلاق موقع "متحف النساء غير المرئيات" الافتراضي، حيث يُمكن لأي امرأة تحميل قصتها.
ب. التعاون مع منظمات حقوقية
استخدام الفيديو كأداة تدريب للشركات حول التنوع الجندري.
ج. هل يمكن أن يُغيّر الفنُ الواقع؟
آراء خبراء علم الاجتماع: "هذا المشروع يُعيد تعريف القوة الناعمة كسلاحٍ للتغيير".
ليست نهاية... بل بداية ثورة ثقافية
"فيديو حياتي" ليس عملاً فنياً عابراً، بل بيانٌ بصريٌ ېصرخ بأن يوم المرأة العالمي يجب ألا يُختزل في خطاباتٍ وورود. القوة الحقيقية تكمن في تسليط الضوء على التناقضات، الاحتفاء بالهشاشة، وربط المصائر عبر الحدود. كما تقول إحدى الشخصيات في الفيديو: "أن نُرى... فهذا يعني أن نوجد".